حين يُكتب بوردة أو بسكين
هو نفسه حين ينمو في أوردة الوقت النازفة أو حين يكون موعداً في مكان ظليل، يسبح في موسيقى ناعمة، وتتبرعم فيه الثعابين.
يذكرُ كريم وقت انتفاضة البحر، حين كانت المياه تتمرد في الخليج على مساحتها الضيقة، وكان مبنى المحكمة القريب بين شيوخ القضاة الذين لم يلتقي بهم قط هم الذين يقررون مصيره.
امرأتان غريبتان أحدهما نار والأخرى جليد، الأولى وضعته في مقلاة والأخرى أحكمت غرزه في ثلاجة، بين الدجاج المتجمد وعيون السمك الميت.
الآن وكريم يأتي إلى هذه المرأة الصبية الفاتنة، الجالسة بين أصص الزهر، وأصابع الكمبيوتر، ليس لديه أي كبرياء. كأنه يسقط تحت أقدام هذه الفتنة: الوجه المشع، التقاطيع المرسومة بفرشاة إلهية متأنية، الشفاه التي لا تتكلم بل تزقزق مثل سرب من الكناري، الضوء الوردي الذي يتسرب من ينابيع بحرية زرقاء صافية.. يود لو يسبح فيه بعد أن ألقته الموجات البحرية الشرسة في مستنقعات الضفادع والتماسيح وبين الأشلاء المبقورة والنهم الحيواني والوحل ، كأنه الآن في محراب، تقول عائشة:
ــ أحب أن أتأمل في الكنائس، أجلس هكذا.. صامتة، أتحسس الأشياء..
الوجه البريطاني والهندي، الاتحاد الإنساني للغرب والشرق، لأول مرة يكونان في لوحة إنسانية. يتذكر هو الآخر: منذ أي زمن لم يذهب إلى مسجد، والآن هو ضليع بتاريخ الإيمان، بعد أن بلغ من العمر عتيا.. وهذا ذاته تعبير قرآني، والآن المرأة تتحدث عن الكنيسة، ويسمعها تضيف:
ــ مكاني المفضل هو .. الكنيسة..
يرمقها كريم بذهول شديد. يدهش من هذا التبتل الغريب لهذا الرأس المشتعل ذهباً، وهذا الورد المغسول بالندى، وتواصل:
ــ لا صديق، لا زوج، لا حب..
وهذه التعبيرات تريحه، وتخيفه.
في المرة الأولى التي أحب فيها كانت مدينة «الحد»، خط طويل متلاصق من البيوت، منازل صغيرة حجرية متلاصقة يشقها طريق طويل ضيق، يتعرج فيه الباص، وينثر فيه أشلاء الناس وأغراضهم وتحياتهم، وأعمارهم، لأنه الآن لا يذكر أمه، التي أهدته الحياة، التي كانت تجاوره في الباص، ويعود لوجه عائشة، المرأة البريطانية الهندية، هذه الهدنة الجميلة بين البطش وروح غاندي، عائشة هذه هي أسم أمه أيضاً، والآن هو كهل، ويحدق فيها ويقول:
ــ لماذا..؟
يدوي السؤال في روحه أكثر مما يؤثر في قلبها، لماذا هذه اللفظة الصغيرة التي يود لو قفز إلى إجاباتها الكثيرة، وأخواتها: كيف وأين ومتى، وكأنه في عملية تشريح، مثلما يود أن تطول المقابلة ويتحول هو إلى سائل، ولكنها لا تجيب على سؤاله بل تقدم إليه ابتسوامتها مثل شريحة من التفاح.. لا يمضغها، وتظل بعيدة، بكل مذاقها..
في «الحد»⍣، في بيت يجاور البحر ويتغلغل فيه الماءُ، عرف أبنة خالته، وجه محايد بين الجمال والألفة، مثلما هو بارد في عواطفه وحياته، هذا الوجه الذي عصف به، هو الصبي الصغير الفقير، الذي يأتي مع أمه في ذلك الباص المترجرج، ليدخل بيت خالته الواسع، ويود أن لا يرى زوجها الشرس، ويندفع إلى أبنة خالته فاطمة ليمارس معها طقوس الزواج، بين علب الطماطم الفارغة، وزغاريد أخوتها الضاحكين.
الآن كل شيء يذوب مع سحابة العمر، لم يبق شيء في «الحد» كما كان، والبيت الكبير الواسع، صار خرابة.
ليس لديه سوى لحظته الآن مع عائشة هذه التي تسأله عن تجربته لتنشر عرضاً محايداً عن
أفكاره، عرض هو مثل أنصال سكين. ولكنه مع الباص المتقلقل، والعتمة التي تحل بقوة في
ذلك الشارع الوحيد، ووجه فاطمة البارد، الذي لم يعي كم هو بارد وقاس حينذاك، والذي تمرغ معه على دثارات الأطفال الناضحة برائحة البول واللحافات التي لم تر الشمس.
وحينذاك رأى المرأة التي اشتهاها، المرأة المكتملة جسداً في صباه، ذات الوجه الصارخ بالشهوة، التي لم تأسرها الأزقة الضيقة، وغياب الزوج في الكويت يجمع لها النقود، بين الدخان وسباب الموظفين الإنكليز، ليأتي كل سنة محملاً بداء جديد، تلك المرأة التي حرضته عيناها وراء ضلفة الباب لكي يفرج عن ذكورته المبكرة، ولكنه اعتقلها، ومر مرور الكرام على أنثى مفعمة بروائح الشهوة والقوة..
فيما بعد، في زيارات أخرى، وكان قد عجز حتى عن الاستمرار في أعراس العلب الفارغة، رأى المرأة تذهب إلى بيت كان يبدو فارغاً من الزوجة وثمة الرجل المنتظر..
ظل سنين يحلم بها، وتبخرت فاطمة مثل فقاعة، فهذه الفتاة التي لا لون فيها ولا ماء ولا رائحة، عجزت أن تثير فيه أي شيء، وأخذت المرأة المتزوجة تلح في الحضور، وهو يتوحد بها مع الألحفة، وفي السجن، والغربة، ثم يراها وهي تموت، الآن لا يريد سوى أن يحدق في وجه عائشة لوحة حياته الأخيرة، أمه الجديدة، التي تلده، وتجلده، بكبريائها وهدوئها وصوفيتها..
يقول:
ــ في مثل سنك تكون المرأة محملة بكل الشوق للرغبات النهمة..
تبتسم، بذات الابتسامة المريعة التي تودي بحياة كهل غير نزق، بعد كل تجارب العمر النزقة، حيث فاضت لغة الجسد، ترد بهزة رأس، يفكر: هذه المرأة معقدة، مكبوتة، فهي لا تدخن ولا تسكر ولا تحب.. ماذا تفعل في حياتها؟ تدرس، تدرس دائماً..!
منذ شهور عديدة بدت له كسنوات، رآها في حفل يصطخب بأغان الثورة الأولى، والمغني الذي كان ممنوعاً صار فوق المسرح وبضعة عازفين ، المغني كان كئيباً، وجهه مدفون في رمال الثورة المضادة، وتنز أصابعه من تحت العظام والجماجم أغانيّ ..كانت كل هذه الأغاني قد غناها هو في السجون الكثيرة التي عاشها، لكنها حينذاك، وسط الحفل، وعائشة قربه، ولأول مرة يراها، أحس بالأغاني إنها صالحة للتلاميذ، لزمن الحرس الفتي، ولكنه ما عاد يشعر بشيء، امتلكته هذه المرأة، وبدا إن الزمان القديم عهد، وهذا الزمان عهد آخر، منذ زمن طويل لم تخرج هذه السلاحف اللطيفة من صدره، ولم ير السماء بهذه البهجة، أحس بمياه الدش الحلوة وهي تغسله.. وظن إنها خدعة جديدة من الزمن، ورأى نفسه في تدفقات وتر المغني تحت عريش في جزيرة «جدة»⍣ بين الناموس والظلام يغني مع ثلة من البشر، لا يعرف الآن هل كانوا أصدقاءه أم أعداءه، ويكتشفوا في الرجل الصامت الهادئ مغنياً، هذه هي الأغنية التي كانوا يغنونها، تحت بيت الدولة، حيث البناء الطويل الذي يقيم فيه الحرس، والذي أطلقوا عليه هذا الاسم، وثمة تحته صخور عملاقة، وثرثرة مدوية فوقه، وإنها ذات الأغنية للرجل الذي يحمل روحه على راحته ويقاتل، كم كانوا ساذجين وخادعين ومخدوعين، وهو رئيس فرقة الإنشاد، كم مضى من الزمن بحيث ذابت الأغنيات وجلودهم وبقيت روحه كشرارة متوقدة لا تنطفئ، لكن الأغاني الآن تبدو له شاحبة، متيبسة، تحمل عرقاً وحيداً من نخلة خرافية محترقة، والآن القاعة مليئة بالرفاق الذين كانوا، أقنعة كثيرة لأرواح فارغة، ديكورات من الجمل والابتسامات الزائفة، وعائشة التي كانت تلاصقه بدت هي اللقيا وسط البحر والحطام.
تهمس له:
ــ أرجو أن نلتقي.. لدي أسئلة كثيرة إليك..
قالتها بلغتها العربية ذات اللهجة اللبنانية، فشعر بأن ما أحسه لم يكن زائفاً، هناك كهرباء عالية القوة بينهما، كأن الحشد والمغني والجمهور لم يظهروا إلا ليصنعوا لهما مسرحاً للقاء، وابتسم من هذا التفسير القدري الغيبي، مدركاً بخوف إن الصباح المشحون بغثيان البيرة المسائية سيبخر حتى الملائكة لو ظهروا له..
والآن وهو معها في المقهى يتحسس أسئلتها ويرمق جلدها، يدرك كم كان المشوار الصغير مخيفاً، ويرى نفسه بين السجناء تحت العريش يغني، صوته ينمو كموج البحر، ويتحد
بعنف الليل وصمت النجوم، وحتى القطط المشاكسة الكثيرة في الجزيرة هدأت، ربما من الوجبة السيئة التي ألقاها السجناء في البراميل، واكتشف الحضور الشعر، والصوت، وبعدئذ فإنه يغدو الوصلة الأولى في الاحتفالات العديدة المقامة..
في السجن عاشت معه خيزران، بجسدها الفاره المتناسق. وجهها الجميل، سمرة وشموخ وإغراء تذكره بفاتنات الشاشة العربية، وجثومهن في الظلام ليأتي الشبق أو المحروم وينقض على أفواههن وسيقانهن وحينئذ تنفجر الموسيقى التصويرية الفاقعة تذكر المشاهد بالحرام والمثير، وهو وقتذاك ملتهب تلتهب أعصابه لذكرى النساء اللواتي مررن عليه كلمح البصر والجسد ظل نائياً برائحته المدوخة، ولا يوجد في السجن سوى الرجال، والذهاب إلى دورة المياه هو الفرصة الوحيدة للقاء مع النساء..
حينذاك كانوا يضحكون بشدة على أنماط الذاهبين إلى دورات المياه يحملون الصابون وأشباح النساء، فهذا الطالب الثوري زعيم الاجتماعات الصاخبة، النحيف مثل غاندي، كان يجري بسرعة للقاءاته وهو يزداد نحافة يوماً بعد يوم. دورة المياه كانت قرب الأسلاك الشائكة، ووراءها كانت التلال الحجرية، والحرية، وكانت القطط تتسافد بألعاب طويلة مثيرة، تقض مضاجع السجناء، فتتقاذف الأحجار نحو هذا الجنس المباح الحر..
والأسوأ حين لا تجد الصابون والقطط، وتتوحد بفراش مهترئ، وبزملاء يحيطون بك من كل حدب وصوب، أقدامهم وأكتافهم وشخيرهم وأحلامهم وكوابيسهم، تصارع روحك ويدك المتسللة تحت ملابسك الداخلية، ولا تستطيع أن تكون مناضلاً صنديداً يهزأ بالصعاب، بل تغدو مراهقاً يحب أجساد الممثلات الشهيات، وتطارده صورة خيزران، وها هو يدخل عليها في ذلك البيت الحدي ويضمها بقوة ويعريها، ولكن أجساد رفاقه في الزنزانة الضيقة الباردة، تكتشفه، وعيونهم تحدق به في الظلام، فتخبو يده، ويناوشه النوم ولا ينام، ويترك جسده حراً يصارع اللحاف والحجر المعوج، ويحدث ضغطٌ هائل، الجسدُ كله حجر، والقلب يمتلئ بالدم المضغوط، وخيزران تستقبله في الغرفة، بل كانت نائمة وهو يقترب منها قليلا قليلا حتى يضمها فتتفاجئ ولكنها تتركه..
أصدقاؤه في السجن ذكور في عالم كله ذكورة، نسوا النساء، فلا تأتي سيرهن سوى كقديسات، أو راهبات خلف الأسوار، أو كذكور مثلهم، أو زوجات مخلصات أنقطعن عن التفكير في أجسادهن المتحرقة إلى القبل.
عمر الرجل الهادئ قضى عمره كله عازباً، لم يعرف امرأة سوى أمه ربما، وحتى هذه لا يذكرها بخير أو شر، وربما لم يكن مولوداً كبقية البشر من رحم امرأة، ولهذا فهو لا يعرف المرأة، إلا كقضية وموضوع، وهو يعيش بجسده وحده دون أن تهتز شعرة منه لذكر امرأة، هدوء عجيب وبرود هائل جعله يحيا في الزنازين الانفرادية طويلاً، ويجعل من جسده حقيبة متنقلة بين المنافي والسجون، تشرب الشاي وتدخن وتتحدث طويلاً وتقرأ وتكتب، وتنام وتستيقظ بلا أحلام وكوابيس، وتلتقي بالنساء وصبية السجن المعدين للاغتصاب وشبق الرجال الأقوياء، دون أن تهتز بشعرة، ولا تفكر بما يخض دم الكثيرين هنا، هو وحده الراهب الحقيقي وسط جموع المتدفقين على العدس واللحم والخبز..
يذكر كيف كانت إدارة سجن جزيرة جدا تترفق بهم في الأعياد الرسمية، فإضافة إلى الخبز الهندي الذي يُصنع كل يوم، والمسمى «جباتي» والذي يسمعون دقات خبزه منذ الفجر، ويشمون رائحته النفاذة حتى مع الطل الكثيف الملعون، كانت الإدارة تتكرم وتضيف مرق اللحم مع قطع صغيرة منه، فتكون وجبة دسمة، لكن عمر كان ينظر باستخفاف إلى مثل هذه الوجبة، وهو يمضغها بشهية ويقول:
ــ لا نريد سوى وجبة واحدة من هذه كل أسبوع ويحلو السجن..!
يرد عمر باستهزاء:
ــ يا له من حلم تافه!
الكلمات تطفئ فرحه الطفولي، يدهش من هذا التبتل والزهدية الغريبة، يشعر بهوة صغيرة غريبة لا يعرف سبباً لها، يرجعها لعوامل الجيل المختلف أو النشأة، ولا يجد إن عمر رجل من لحم ودم، فهو يعيش في قالب من الدبلوماسية الغريب الذي لا تنفذ منه خصلة شعر لامرأة أو شفة رائعة.. بل إن ذكرياته وهواجسه ومخاوفه ولحظات حبه وكراهيته ويومياته الصغيرة عن الكلاب والحي والعصافير والمدرسة كلها متوارية مختفية.. لا أحد يعرف من شخصه سوى سنوات الخلايا الأولى، ثم تكوين الرابطة وأنديتها ثم النفي والصراعات والكتيبات والمحفوظات، لكن لا أحد تكلم عن أمه أو أخواته وربما إخوانه الذكور حصلوا على بعض الاهتمام لكن الإناث توارين إلى الأبد في الظلام.
سالم المتزوج هو الوحيد الذي كانت أحاديث النساء تتوارد على لسانه، وكان أسم زوجته يتردد دائماً ولكن كمناضلة وليس كأنثى مشتهاة من أحد، كانت تبدو قديسة عند الكثيرين، وليس عند سالم بالذات الذي كانت أحاديثه عنها مبتذلة، فهي امرأة تجيد الطبخ وليس غير ذلك، ولهذا يظهر أسمها حين يجري الحديث عن الطعام خاصة، وفي بعض اللمحات النضالية الدراسية، ولكن لا يبدو إن هذه المرأة تتمتع بأية مزايا أخرى، عبر أحاديث سالم الكثيرة والمملة غالباً، ويظهر الشوق إليها حين تحل مواعيد الزيارات من أجل ضمة سريعة أو قبل نهمة، ويذكر كيف كان يتباهى باندفاعه الجنسي أثناء هجوم الشرطة على المنزل، معتبراً ذلك زاداً ثميناً لأيام الجوع القادمة..
لكن خميس صديقه اللدود طالما حطم صورة هذه العلاقة المثالية بين سالم وزوجته، فيوضح أثناء المشاجرات والمناكفات التي لا تهدأ بينهما، كيف أن سالم نهم إلى كل أنواع النساء، ويبدو إنه ملّ زوجته سريعاً، وحاول مع النسوة اللواتي صدمن بصورة المناضل الكبير.. ويروي كيف كان يطل من السطح على امرأة الجيران المنحنية على الغسيل، فيضحك سالم قائلاً بأنها امرأة فاتنة، وكانت تلك فرصة مهمة لرؤية كنزها..!
أما خميس الموله بزوجته الصغيرة الفاتنة فهو لا يذكر سواها، حين يتحدث معه عن القمر أو عن الأشجار أو الأسعار.. يرتعش لمرأى صورها ويشم رسائلها ويثرثر طوال الوقت عن قصة حبه معها وهفواتها ومعجزاتها..
وكريم أيضاً يعيش قصة حب غريبة سريعة وامضة حادة ساخنة باردة رومانتيكية جسدية، خففت من وطأة القيود والكوابيس، لقد التقاها في جمع صغير، في مجلس واسع، فرداً مغموراً، حوله خطباء مفوهون، وهي وفتاتان أخريان، ولا شيء يحوي بالانفجارات القادمة، وحياته كلها كانت جمعاً لأصابع الديناميت، والجمع يتناثر ويعود لمنازله، وتحويهم سيارة في طريق العودة وهي فجأة تلتفت إليه على نحو غريب، وكان الجسر والمياه والسماء والقمر والموج الذي يدغدغ الأرض وروحه، أخذ يطالع هذا الجسد الفاره، القوي، والروح الهادئة، والوجه الناعم ذا البشرة القمحية المضيئة، ويهتف في داخله الفارغ الواسع: ها هي المرأة التي خلقت له!
ويمضي إلى البيت حائراً، وتتطلع فيه أمه، ويمضي إلى غرفته صامتاً، ويكلم الجدران والورق، وينزل في الصباح إلى التلاميذ، في الصفوف التي أعدت لحرقه، لم يحب هذه المهنة ولا هؤلاء الصغار المشاغبين المتعبين الذين جعلوه كهلاً، رغم كل إخلاصه، فلا أحد يسمع أو يفهم، والعصا هي الوحيدة التي تصنع الصمت والحفظ والذكاء..
يكلمه أحد المعلمين الصحفيين عن هذا التعليم المر المليء بالصفوف المشحونة، فيكتب ورقة مليئة بالصخب والغضب، ثم يطالعها في يوم آخر، وبضعة أصدقاء معه في حفل الورق العنيف، ويعود إلى أمه وغرفته وورقه، ويقترب من الهاتف ويتردد كثيراً، وينتظر حتى نزول الشمس في بئر الأرض، وخروج الجن في الظلمات، ويداعب السلك ويرتقي عمود النار، ويأتي صوتها ناعماً، هادئاً، مترقباً كأنه ينتظر هذه المكالمة مثله بفارغ الصبر، ويقولان كلاماً تافهاً، ويبدو له عظيماً، مجلجلاً يعتقل عينيه في الظلام وكائنات النور ترفرف بأجنحتها الملائكية حوله..
ويلتقيان على شاطئ ما، لا يزال يذكر الحشائش الضارية فيه، والصخور التي تناوش البحر، وأصابعه التي تدغدغ لأول مرة جسداً نسائياً، ويبدو له الوجه رقيقاً، والنفس رخية كموج البحر اللطيف وكالسماء الخالية من الحرائق، ويتحدثان في الفكر، في آخر النظريات التي أنتجتها البشرية، وأول الأديان التي نقعت فيها، فتبدو السيارة والفستان والساعة والكلمات علامات مؤكدة جليلة على انتصار الحداثة، ويقول إنه لولا بقية من خرافة في نفسها لغدت كاملة، وهذه الغلالة من السحر الشفاف الغريب تصطدم بآلته النظرية المعدنية، فيتألم..
أول الحب يا سيدي سحر، وغموض، وسهد، ونشوة، وارتقاء إلى معارج السماء، وبكاء وحنين وضحك وعودة مذهلة للطفولة ونور، وتلك المكالمات المطولة التي تنفجر في الليل، وتلك المواعيد التي لا تجيء فتضني الجسد وتلهب الروح، وتلك اللمسات الصغيرة لليد والشعر والوجه، والقبلة الأولى الحارقة، والنشوات الكبرى قبل اللقاء وكأن العالم توقف والساعة قامت، والعظام نشرت زهراً وخمراً، وأخليت ساحة المجرمين، وعفي عن القتلة، واتحدت الإنسانية في موجة عطر، تلك الأيام القليلة قبيل العاصفة، وتلك الأماسي في البرية بين ثلة الأصدقاء الضاحكة في وليمة الظلمة المشعة، حيث اللقيمات القليلة تبقى لآخر العمر، والقدوم إلى المكتبة حيث اللوحات والأوراق ومناديل الشعر توزع الدفء والمحبة، والندوات الكثيفة والقليلة من البشر تصهل في الذاكرة كنشيد يؤديه الملايين..
حينذاك كان الأصدقاء باقة ورد ولغة تصهل في غبش الفجر وأحلام مفتوحة..
وحتى المدرسة بحشودها الصاخبة، وحماماتها المليئة بالدخان والبراز، وحديقتها المحبوسة للمدير فقط، تصبح ذات طعم، لكن المدير يستدعيه على عجل، بل ينتزعه من الصف، ويتطلع الفراشُ في عينيه ويديه عله سرق شيئاً، ويخبره المدير بلهجة منفعلة متسائلة بأن الوزارة تريده، فيذهب إليها، ويستدعى إلى غرفة مهمة، ويسأل عن إجابته للمجلة إذا كانت صحيحة، فيجيب بالإيجاب، وحين يمضي إلى البيت يأتيه أمر الإقالة، فيغدو بلا وظيفة بغتة.
سقط في حفرة غريبة، أمه تبكي وتقول: ها أنت بلا وظيفة! وتصيح على الجيران: ماذا فعل ليطردوه من العمل؟ وتقوم بالدعاء على هذا الوزير الذي يقيل المعلمين من وظائفهم لكلمة كتبوها في الجرائد.
لكن كريماً نزل في اليوم التالي للعمل، كان قلمه مسنوناً منذ وقت طويل، وأمه ذاتها كانت تراه يكتب دائماً، وكأنه يعمل سحراً طويلاً لإبادة الشياطين كلها، واختلط حرق التقارير لديه بالتدخين والكتابة فظنت المرأة إن أبنها يعمل أشياء رهيبة. وهي لا تصدق إن هذه الشخبطات في الورق يمكن أن تدر مالاً. لقد جاءت من مدينة الحد ذاتها حيث لا يأكل الرجال إلا من البحر. لكنه نزل بقلمه إلى الشوارع، كان عليه أن يهجر كتاباته الفكرية والقصصية ويتفرغ لنقد أمعاء الشوارع ويحيل أبناء الحارات إلى وجوه وأصوات.
لم يكن ثمة سوى جريدة واحدة يمكنه أن يكتب فيها، خاصة وأن صاحبها رجل مثقف، لكنه طلب منه أن يتجنب السياسة وأن يغرق في التحقيقات اليومية عله تنسيه الأفكار التي تصطخب في رأسه، ويريه الحياة، ولم يكن يتخيل إن هذا المعلم يمكن أن يغوص في الطين والمستنقعات والحمم من أجل أن يجيد مهنة بعد أن فقد مهنته الأولى التي أهدر عدة سنوات من حياته ليتعلمها، ووجد الصحفي المعلم السابق يضع كلماته الشعرية في لغة السوق فتفتتها المسامير والبضائع، واللغة تغدو مثل بلع الجوارب العتيقة في فم طفل، حين كان يسأل التجار الصغار في سوق القيصرية عن الأسعار والبضائع وعروق السوق الأولى، كان قلبه يصاب بارتعاشاته المبكرة، ويحس برياح عاتية وقلمه يهتز، ويمزق الأوراق مراراً، ويرى كيف كان يكتب قصصاً غاضبة، والآن يصنع تحقيقات من أجل العيش.. لكن مقالة فكرية مفاجئة أعادت إليه بعض التوازن، وبدا إن الأدب قد تسرب من أصابعه.
2005
______________________________________
⍣ مدينة
⍣ جدة: جزيرة سجن في البحر
12 – باب البحر «قصص»، 2020.
❖ «القصص: وراء البحر.. – كل شيء ليس على ما يرام – قمرٌ فوق دمشق – الحب هو الحب – شجرة في بيت الجيران – المذبحة – إجازة نصف يوم – حادث – البائع والكلب – ماذا تبغين ايتها الكآبة؟ – إمرأة– الربان – إذا أردتَ أن تكونَ حماراً – اللوحة الأخيرة – شاعرُ الصراف الآلي – البيت – حوت – أطروحةٌ – ملكة الشاشة – الغولة – وسواسٌ – مقامة المسرح – إعدام مؤلف – يقظة غريبة».
المقالات العامة
- جذور_الرأسمالية_عند_العرب
- عبدالله_خليفة : القرامطة .. الجذور التاريخية
- عبدالله_خليفة : كائنات مستأنسة
- عبدالله_خليفة : ما هو حبل الله؟
- عبدالله_خليفة : إنساننا البسيط المتواضع
- عبدالله_خليفة : إيران بين الحصارِ والتراث
- عبدالله_خليفة : الدولةُ والدكتاتوريةُ الروسية
- عبدالله_خليفة : الرقص ودلالاته الاجتماعية
- عبدالله_خليفة : حلقي مليءٌ بالنارِ على وطني
- عبدالله_خليفة وداعاً صديق الياسمين
- عبدالله_خليفة وطنيون لا طائفيين
- عبدالله_خليفة إعادة إنتاج العفاريت
- عبدالله_خليفة الماركسية الأديان
- عبدالله_خليفة الإنتاجُ الفكري وضياعُهُ
- عبدالله_خليفة الانتهازيون والفوضويون
- عبدالله_خليفة تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- عبدالله_خليفة عدم التطور الفكري وأسبابه
- عبدالله_خليفة: تطورات الرأسمالية الحكومية الروسية
- (علمية) فيورباخ وتوابعهُ
- مكونان لا يلتقيان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفــق ـ مقالات 2008
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قراءة جديدة لظاهرات الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بلزاك: الروايةُ والثورةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تنوير وتحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- 𝓐𝖇𝖉𝖚𝖑𝖑𝖆 𝓚𝖍𝖆𝖑𝖎𝖋𝖆 𝓦𝖗𝖎𝖙𝖊𝖗 𝒶𝓃𝒹 𝓝𝖔𝖛𝖊𝖑𝖎𝖘𝖙
- في الأزمة الفكرية التقدمية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- قد بيان الحداثة لــ أدونيس
- قصة الأطفال عند إبراهيم بشمي
- قصص من دلمون
- كتاب ايديولوجي لعبدالله خليفة
- كريستين هانا
- لينين في محكمةِ التاريخ
- لينين ومغامرة الاشتراكية
- من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- من ذكرتنا الوطنية عبدالله خليفة
- موقع عبـــــــدالله خلــــــــيفة على You Tube
- ماجستير الأدب البحريني ـ آثار عبدالله خليفة
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا
- مبارك الخاطر: الباحث الأمين المسؤول عن بقاء الضوء في الماضي
- محمود أمين العالم والتغيير
- محمد أمين محمدي : كتب – عبدالله خليفة
- مراجعة للعنف الديني
- مراجعةٌ للعنفِ الديني
- مستويات السرد .. الدلالة والسياق عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- مسرحية وطن الطائر
- مسرحية الأطفال عند علي الشرقاوي
- نموذجانِ مأزومان
- نحن حبات البذار
- نحن حبات البذار عبدالله خليفة
- هل حقاَ رحل صاحب القلب الأبيض؟
- وهي قد تكسرُ البشرَ وخاصة المبدعين والمثقفين!
- وعي محمود إسماعيل
- وعي الظاهر والباطن
- وعبادةُ النصوص
- يوسف يتيم : دراسة تطبيقية لرواية الجذوة على ضوء المنهج الواقعي
- يحيى حقي: كتب – عبدالله خليفة
- أيوب الإنسان : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- أخوان الصفا
- أدب السجون: إجابة على أسئلة جريدة الوطن
- أدب الطفل في البحرين
- أزمة اليسار
- أسلوب القصة عند الجاحظ في (البخلاء(
- أسلوب الإنتاج الكولونيالي أو رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي
- أسباب الانتهازية في اليسار
- إنتاجُ وعيٍ نفعي مُسيَّس
- إحترام تاريخ اليسار – كتب: عبدالله خليفة
- الفكرة ونارها : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- القائد والمناضل عبـــــــدالله خلــــــــيفة مفكراً وأديباً وروائياً بحرانياً
- الكلمة من أجل الإنسان
- الليبرالية في البحرين
- المفكر اللبناني كريم مروة
- المنبتون من الثقافة الوطنية
- المذاهب الإسلامية والتغيير كتب : عبـدالله خلــيفة
- المرأة والإسلام
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي
- الوعي والمادة
- الوعي الجدلي في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
- اليسار في البحرين
- اليسار في البحرين والانتهازية
- اليسار والميراث الديني
- اليسار البحريني يخسر «عفيفه الأخضر«
- الأعمال الصحفية الكاملة. أفـــــق، 2024
- الإسلام السياسي كمصطلح غربي
- الانتهازية الفكرية عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الاسلامية.
- البطل الشعبي بين الماضي والحاضر
- التحرير تبقى عاليا ومضية كتب عبدالله خليفة
- التضحوي والاستغلالي
- التطور الفلسفي العربي الحديث المبكر .. عبــدالله خلــيفة
- الحدثُ الأوكراني ودلالاتُهُ الديمقراطية
- الحربائيون
- الرواية الخليجية لم تتجذر في الأرض بعد
- السودان بحاجة إلى الديمقراطية والسلام
- الساقطون واللاقطون ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- الصحراويون والزرع
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين
- العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- انتصار للطبقة العاملة في العالم بتنصيب الرئيس لولا دي سيلفا رئيسا للبرازيل
- اتحاد الكتاب العرب في سورية| ينعي الأديب البحريني عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- بيع كتب ومؤلفات عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تناقضات الماركسية – اللينينية
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- تجاوز الشللية والقرابية ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- تحدياتُ الحداثة في الوعي الديني
- تحدياتُ العلمانية البحرينية
- تداخلات جبهة التحرير والمنبر الديمقراطي – كتب : عبدالله خليفة
- تعريف العلمانية
- تعريف العلمانية عبدالله خليفة
- ثقافة الانتهازية: كتب – عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- جمعية التجديد الإسلامية
- جورج لوكاش … تحطيم العقل !
- جبهة التحرير الوطني البحرينية باقية والمنبر التقدمي شكلٌ مؤقت وعابر
- جذور الرأسمالية عند العرب
- حكمٌ دستوري وإلهٌ عادلٌ
- حوار مع الكاتب عبــــدالله خلـــــيفة: المؤلف الجيّد عاجز عن الوصول الى الناس
- حوار مع عبدالله خليفة
- حوار المفكر العلماني صادق جلال العظم
- رفاق الطريق
- رفعت السعيد والسرد السياسي
- روسيا ودعم الدكتاتوريات
- روسيا الدكتاتورية
- رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي ــ أو أسلوب الإنتاج الكولونيالي
- سردية الانكسار والانتصار في رواية «التماثيل» : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- صراع الطوائف والطبقات في فلسطين : كتب-عبدالله خليفة
- ضيعة الكتب ضيعة كبيرة. أصدقاء الكاتب لا يعرفون عناوين كتبه.
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة : عبدالله خليفة
- ظهور المادية الجدلية: كتب- عبدالله خليفة
- علي الشرقاوي
- عودةُ الحداثيين لطوائفهم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة .. الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : «الكلمة من أجل الإنسان«
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : في الأزمة الفكرية التقدمية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فيلم الشاب كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فالح عبدالجبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فصيلٌ جديدٌ لا يعترفُ بالحداثة وقوانينها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : قانون الإنتاج المطلق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كلمة من أجل الكاتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كاتب أدبيات النضال
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لولا تخاذل الحداثيين ما جاء الطائفيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لويس أرمسترونغ ــ موسيقى الحياة الوردية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ملاحظات حول مجموعة ــ الفراشات لأمين صالح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من ذاكرتنا الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : منعطفٌ تاريخي للعرب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ميراث شمولي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نقادٌ مذعورون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نضال النساء في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : و(الفولاذ) بعناه!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : وردة الشهيد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفـــق ـ مقالات 2010
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أن تكتب الأدب في السجن
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أسباب تمكن الحركات الطائفية من الاختراق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أشكال الوعي في البنية العربية التقليدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إنّهُ المثقفُ العضوي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إعادة تشكيل الأسطورة الشعبية في ساعة ظهور الأرواح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفقه والدكتاتورية المنزلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفنون في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : القصة القصيرة الطلقة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكلمة من أجل الإنسان ــ كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكتابة وظروفها إجابة على أسئلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المناضل والأديب والإنسان ــ تقديم المحامي عبدالوهاب أمين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المنبتون من الثقافة الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المثقفون العاميون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المجموعة القصصية ــ ضــــوء المعتــــــــــــــــــزلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المرأة بين السلبية والمبادرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : النساء وضعف الخبرة السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليهودُ من التراث إلى الواقع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ الديمقراطي واليسارُ المغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأفكار والتقدم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأديان والماركسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الإصلاحيون الإيرانيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البنية والوعي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البناء الفلسفي في أولاد حارتنا
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البرجوازية والثقافة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التفككُ الثقافي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التبعية للدينيين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثقافة والمثقفون البحرينيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثلاثة الكبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الحداثة مشروعان فقط
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدكتور عبدالهادي خلف مناضل أم ساحر؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدين والفلسفة عند ابن رشد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرموزُ الدينيةُ والأساطير
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرهان على القلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الراوي في عالم محمد عبدالملك القصصي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الساقطون واللاقطون ــ المنبر اللاتقدمي مثالاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الشاعر الكبير يوسف حسن و زهرة الغسق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العقل والحريــــــــــــة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العلوم والإنتاج والفلسفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العمل والعمال والمصنع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العائلة والديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تنوير نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكل الماركسية أم الماركسيين؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تطورٌ حديثٌ حقيقي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تعدد الزوجات والحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جورج لوكاش وتحطيم العقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جذور العنف في الحياة العربية المعاصرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : حكاية أديب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : خفوتُ الملاحم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رموز الأرض
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : روحُ الأمة!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رأس المال الحكومي الشرقي – الطبقة العاملة في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : شقة راس رمان التي عاش فيها 21 عاماً وتوفى فيها.
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : صراع الطوائف والطبقات في فلسطين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ظهور المادية الجدلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : علم الحشرات السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عن الديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عالم قاسم حداد الشـعري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عبادةُ الشخوص
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كاتب وروائي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة الأعمال الكاملة القصصية والرواية والتاريخ والنقدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة السيرة الذاتية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: كلنا إسلام سياسي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: لينين في محكمةِ التاريخ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أفكار سياسية دينية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ألفُ ليلةٍ وليلة . . السيرة السحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أغلفة الكتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: النظر بموضوعية في تاريح الإنسان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الوعي الديني والبنية الاجتماعية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأيديولوجيات العربية والعلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأزمة العقلية للثورة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الانتماءُ والغربةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الباحث عن أفق تنويري عربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الخيال والواقع في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الرمزيةُ وأهميتُها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: العصبيةُ والعمرانُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بؤرةُ الوهمِ قديماً وحديثاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تفتيتُ المكونات
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تبعية العلمانيين للدينيين ــ جذورها ونتائجها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحليلٌ لكلامٍ مغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تدهور مكانة المرأة واتساع الرقيق✶
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تركيب حضاري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تطور الوعي الديني في المشرق القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ثرثرةُ الوعيِّ اليومي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: حريات النساء مقياس للديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دعْ الإنسانَ حراً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: رؤيتان للدين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سبينوزا والعقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سذاجةٌ سياسيةٌ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة【تفتيتُ المكونات】
- عبـــــــدالله خلـــــــيفة : مسيرة نوال السعداوي
- عبـــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ والتكويناتُ الاجتماعية الدينية
- عبــداللـه خلـــــيفة . . الأقلف والبحث عن الذات
- عبــدالله خلـــــيفة .. مقاربة الشعر الجاهلي
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لــ طه حسين
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لـــ إسماعيل مظهر
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة لدى الطهطاوي
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة عند سلامة موسى
- عبــدالله خلـــــيفة: إبراهيم العُريّض ــ الشعر وقضيته
- عبــدالله خلـــــيفة: المثقف العربي بين الحرية والاستبداد
- عبـدالله خلــيفة: عرضٌ ونقدٌ عن أعماله
- عبد الله خليفة: كانت الكلمات عاجزة عن البوح
- عبدالله خليفة
- عبدالله خليفة “الساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها”
- عبدالله خليفة .. كي لا يُدفن مرتين !
- عبدالله خليفة : وحدة الماضي والمستقبل
- عبدالله خليفة : الاشتراكية والمستقبل
- عبدالله خليفة : البحرين في بدء التحديث
- عبدالله خليفة : التنوير الاجتماعي عند فرح أنطون
- عبدالله خليفة : التنوير الرومانتيكي عند جبران خليل جبران
- عبدالله خليفة : العقل والديمقراطية في وعي جورج طرابيشي
- عبدالله خليفة : بوخارين ومصير روسيا
- عبدالله خليفة : تنوير لويس عوض
- عبدالله خليفة : تنوير يعقوب صروف
- عبدالله خليفة : صراع اليسار واليمين في الإسلام
- عبدالله خليفة : صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية – المجلد السابع
- عبدالله خليفة – الأعمال النقدية – المجلد الثامن
- عبدالله خليفة – الأعمال التاريخية
- عبدالله خليفة – الأعمال الروائية – المجلد السادس
- عبدالله خليفة قبل رحيله: المحن مؤذيةٌ وصعبة
- عبدالله خليفة كل الأشجار
- عبدالله خليفة من أجل الشعب اولا
- عبدالله خليفة نفعية في الكتابة
- عبدالله خليفة وقضية المرأة في الرواية الخليجية
- عبدالله خليفة يكتب عن نجيب محفوظ
- عبدالله خليفة أحد أهم الكتاب المخلصين لتجربتهم الفكرية
- عبدالله خليفة أزمة اليسار
- عبدالله خليفة إشكالية البحر والواقع
- عبدالله خليفة المخادعون
- عبدالله خليفة الوعيُّ القرآني قفزةٌ نوعي
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية
- عبدالله خليفة الأعمال النقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الإسلامُ ثورةُ التجار
- عبدالله خليفة الجمهورُ و(الغوغاء)
- عبدالله خليفة الحلال والحرام في السياسة الراهنة
- عبدالله خليفة الرعب من الحب
- عبدالله خليفة السحر والدين
- عبدالله خليفة العقل والحرية
- عبدالله خليفة اسكرايب
- عبدالله خليفة جريدة النور
- عبدالله خليفة رائد الثقافة التنويرية البحرينية
- عبدالله خليفة عن المرأة
- عبدالله خليفة.. تحطيم الصورة وتكوينها
- عبدالله خليفة… حياته
- عبدالله خليفة: في التطورِ العربي العام
- عبدالله خليفة: فائض القيمة البحريني
- عبدالله خليفة: القحط في زمن النفط
- عبدالله خليفة: المسكراتُ وأحوالُ السياسة
- عبدالله خليفة: المغامرات اللغوية أبعدت القارئ عن الرواية
- عبدالله خليفة: الوعيُّ العربيُّ وتطوراته
- عبدالله خليفة: العربُ ونقدُ الواقع
- عبدالله خليفة: تنوير تقي البحارنة
- عبدالله خليفة: تنوير حسن الجشي
- عبدالله خليفة: تناقضات الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: تباين طرقِ التطور العربية
- عبدالله خليفة: شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- عبدالله خليفة: صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: ضعفُ العقلِ النقدي
- عبدالله خليفة: عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فائض القيمة والاقتصاد السبعيني
- عبدالله خليفة: عبيب «مأكول خيره»..!
- عبدالله خليفة: عبدالناصر كإقطاعي
- عبدالله_خليفة الثلاثة الكبار
- عبدالرحمن بدوي

