جاءتني الضحكة وأنا استعدُ للدخولِ في مملكةِ الظلام الدامس. جاءت وهي ترتعشُ بحزن الماضي وروعة المجهول الآتي، جاءتْ وقد بدأت آلامي تهدأ وأخذ الماضي يقودني نحو حديقته المزهرة بالدفء والراحة والأحلام.
سبق أن تتبعت هذه الضحكة خطواتي في عالم مترامٍ، زارتني في الحزن والسجن، في اليأس والمقبرة، في الكأس والرسم.. ولكنها اختفت في هذا الشتاء لتعاود الظهور هذه الليلة. إنها المرة الثانية التي تجيءُ فيها، إنها تنفجرُ في الظلامِ فكأن طفلاً يتسلقُ شجرة وهو يضحكُ ضحكة صاخبة، أو كأنها صبية تضحك ليلة عرسها. إنها قوية، مفعمة بالحرارة ودفء القلب صادرة من الأعماق التي تزهرُ فيها البراءة.
لو أنني القيتُ بهذا الدثار الثقيل، ولملمتُ أطرافي المتعبة، ونهضتُ لأرى وجهها الطفولي لما وجدتُ شيئاً. إنها تأبى أن تراني، ستختفي في مكانٍ لا يطالهُ أحدٌ، سترمقني بحبٍ وألم.
وكأنه ينتظرُ الإشارةَ، يلبسُ النومُ معطفَه، ويلقي عليَّ نظرة عجلى، ثم يغادرُ المنزلَ وهو يصفرُ ويدندنُ، متجهاً إلى عيون ليست كالجمر.
إنني أسمعُ خطواتها كأنها تمشي على رؤوس أصابعها، متجهة إلى شجرتها الذابلة. رغم الظلام ستراها، وستتلمسُ أغصانَها الجافة ثم تتأوه بحرقة. وها أنذا أسمعها وهي تقصُ على شجرةِ الياسمين حكاية الرجل العجوز، إن الشجرة تنصتُ إليها وقلبها الواهنُ لا يكادُ ينبضُ. إن عروقها يابسة، وأيديها كلها عظام. ستقصُ عليها كيف إنها لم تزر المنزل في هذا الشتاء، وكيف أن الرجلَ العجوز منعها من الدخول، ولكنها استطاعت أن تتسلل أخيراً. ولسوف تسقي الزرع جيداً، ولسوف تجعلُ الأزهار تنبثقُ أخيراً. كالأنوار والأحلام. ستبتسم الشجرةُ وسترمقُ وجهَ الفتاة المتلألئ كسنابل القمح ثم ستمدُ أيديها إلى الغيمِ الكثيف المتجمع فوقها وتعصرهُ فوق المنزل والأرض.. عندئذٍ ستشربُ بقدرِ سنوات القحط والموت والعطش.. وستنمو الأذرعُ ويتوردُ الوجهُ وتنبثقُ الزهراتُ كالنجماتِ والشهبِ والآمال..
وتنفجرُ الضحكةُ مرة ثالثة كرشرشة المطر فوق حقلٍ فتي. إن هذا الصوتَ لكائنٌ تتدفقُ عروقهُ بالدماء وليست بذكرى أو وهم. يجب أن أنهضَ. يجب أن أرى. وأقومُ متثاقلاً. أشعرُ بصدري يتقطعُ، ينتابني سعالٌ عنيفٌ، لكنني ألقي الدثارَ جانباً واتجهُ نحو الباب. افتحه فيغمرني الظلامُ والهدوء. لا أحدَ يتنفسُ. لا أحدَ يضحكُ. لا أسمع حتى رفرفة خفاش أو زقزقة عصفورٍ ضائع. صمتٌ عميقٌ كأني أفتحُ قبراً. أشعلُ النورَ فيستعيدُ المكانُ وجهَهُ المفقود، وأرى شجرة الياسمين العجوز وقد مدت أيديها إلى أجزاء المنزل فكأن عروقها الضامرة تحضنهُ وتقبله قبلة أخيرة.
2
كنتُ قد دفنتُ كتبي ودفاتري والقيتُ فوقها شيئاً من الحشائش والسعف وعزمتُ على قضاء يومي المدرسي في البستان المجاور للمدرسة، اتصيدُ الطيورَ وأقطفُ اللوزَ، حتى إذا سمعتُ جرسَ نهاية الحصة السادسة أسرعتُ مع العائدين من التلاميذ إلى البيت. ولم تكن اللعبة بجديدةٍ عليَّ فقد مرتْ أيامٌ كثيرة والبستان أو البحر أو المقبرة تشهد حضوري كأني جنيٌ صغيرٌ متمرد. ولكن في ذلك اليوم الربيعي ما كدتُ أخطو خطوتين قرب سور البستان حتى شعرتُ بقبضةٍ قاسية تشدني من كتفي. التفتُ مذعوراً فوجدتها أمامي كالهرة الشرسة وقد أُختطف صغارها. صاحت بي: أهذا ما تفعلهُ كلَ يومٍ؟! وعلى الفور قمتُ بعضِ يدها بقوة مذهلة حتى أحسستُ بالدم حاراً يفورُ في فمي. تركتني فأسرعتُ بدخولِ البستان ولكن كلَ شيءٍ كان في طريقهِ إلى التحول. كانت ثمة آلات وسيارات شحن وعمال كثيرون. كانت الأشجار تـُقطع، والبركة تهدم والأعشاب تجتث، والطيور تقتل. ووجدتُ كلَ الدروبِ مقفلة وإنه لا مفر من العودة. وقبل أن أخطو خطوة أخرى انهال عليَّ الضرب موجعاً حتى انهارت قواي. صحتُ وبكيتُ لكنها كانت تقودني إلى المدرسة بإصرار. وفي لحظة جنون أمسكتُ عباءتها ومزقتها. طالعتني بكره ضار فصاحت: ولكني لن أتركك! وجرتني بين التلاميذ، وفي ساحة المدرسة، ثم القتني عند غرفة المدير. والتمَّ عليَّ التلاميذ والمدرسون، وراحوا يتأملون ثيابي الممزقة ووجهي المنتفخ ودموعي المنهمرة.. ويبتسمون!
وفي المساء اقتربتُ من سريرها وكمنتُ لها في الظلام، وكلما أرادت أن تنامَ رفستها بقدمي. لم تهتم بي وواصلت رقدتها وهي تشخر وتصفر. وفجأة نهضتُ وصفعتها بقوة وأردتُ أن أقذف بنفسي من الغرفة لكنها أمسكتني وضمتني إلى صدرها، وعندما رأيتُ وجهها المبتسم يدعوني للدخول في بستان لا يُهدم أبداً، دخلتُ وأنا أرتعش بالبكاء والفرح.
3
رأيتُ وجهها وراء زجاج النافذة. وجهٌ لم يتغير كثيراً عن أيام الطفولة البعيدة الغارقة في بئر عميقة. إنها تبتسمُ ابتسامتها الرائعة وتدعوني إليها، لكنني مقيدٌ في هذا السرير الخشبي وفوقي لوحاتي تمنعني من النهوض. إنها صورٌ لجماجم متناثرة بشعة.. إنني أرتجفُ هلعاً، وأحاولُ القيام لكن سلاسل غير مرئية تشدني إلى السرير.
وتقولُ اختي: هيا تعالْ، أخرجْ. جاء الربيع وأنت مقيدٌ بهذه السلاسل.
أقولُ لها: سأنهضُ حالاً، لن يفوتني منظر الأزهار والفراشات والأطفال يلعبون في الجداول..
أحاول النهوض لكنني لا أستطيع. إن لوحة فيها صورة شجرة الياسمين وفتاة تضحكُ تمنعني من القيام. إنني لا أستطيع أن أمزقها، لأنها تدخلُ جسدي، وكلما حاولتُ تمزيقها وجدتُ إني أعصرُ أصابعي. وسمعتها تضحكُ ثم تغني للقمر. قالت للقمر إنها غادرتْ العالم صبية صغيرة. لم يقبلها شابٌ ولم يسمعها أحدٌ كلمات جميلة، فهل يقبل هو أن يتزوجها؟ ضحك القمرُ ثم قال إنه على موعدٍ مع امرأة عند الشاطئ. توقف غناؤها فجأة، سمعتها تبكي وتصرخ: الرجلُ العجوز! رحل القمرُ وحل الظلامُ والبكاءُ، وأنا مقيدٌ في هذا السرير الخشبي وفوقي لوحاتي ورسومها الكئيبة تنشرني بمنشارٍ صدئٍ له صوتٌ كالنعي. أحاولُ النهوضَ فلا أستطيع.. ويتمزقُ سمعي حين يصلني بكاؤها ممزوجاً بضحكاتِ الرجلِ العجوز!
4
وانتبه إلى النافذة تنفتحُ وتصدمُ الجدارَ بقوة. لقد أيقظني هذا الصوتُ من غفوتي وحلمي. من نومي الرائع وحلمي البغيض. ولكنني رأيتُ وجهها! إنها لم تزل تحتفظ بجمالها وتألقها، إنها لم تزل تحتفظ بضحكتها في جوفِ عالم دامس الظلمات. تعالي إليّ ايتها الصبية الضائعة في البرية. تعالي إليّ يا ضياء الياسمين وحزن السنين. لن ألمسك، لن أضربك، بل سوف أرسمك. سوف أرسمك بهذه الفرشاة التي اشتريتها لي. هذه الفرشاة التي كسرتها أمامك والصقتها بعد رحيلك. فأنا فنان أرسمُ بفرشاة مكسورة، وأنا فنانٌ أتنفس برئة منخورة. لو أنك فقط تحضرين هنا لرسمتُ لوحة الحلم. لرسمتك تغمرين السماءَ الزرقاء بأزهار الياسمين، وأنت تضحكين وتبكين، وأنت تلونين العالم بالضياء، وتدعين المحبين للعشق.. فلم تهربين مني؟ ولم تفرين عني؟ أيتها الفتاة المهجورة الهاجرة؟..
وأنتبه إلى دخول الرجل العجوز غرفتي بلا استئذان وبكل وقاحة. إنه صارمُ الملامح، غير مستعد لأية هدنةٍ مع الفرح. عيناه باردتان كقطعتي نقد، وشفتاه يابستان مطبقتان كحجر صلد. إنه يرصدُ الغرفة بنظراته، يقفُ قليلاً عند ساعة الحائط القديمة التي تركها أبي بعد وفاته. إنها صدئة، ولا ترن الرنين المعتاد، غير أنها ماضية في ضبط الوقت بلا توقف. ثم يحدقُ ملياً في اللوحة البيضاء الفارغة التي تقابلُ السرير والفرشاة العتيقة التي تنتظرُ قربها، والأصباغ المبعثرة كرجالٍ أقوياء عاطلين عن العمل.
إنه يجلسُ بكلِ برودٍ منتظراً مني مجموعة كاملة من الشتائم غير إني لا آبه به. وكالعادة يفتُح مغارته السوداءَ ويتكلم:
- لا تزال اللوحة فارغة وهذا شيءٌ يؤسفُ له. إن الأصابعَ كي ترسمَ لا بد لها من دماءٍ، وأنت نزفتَ دمك. فهذا وجهك أصفر، وعروقك بارزة مسودة، لم يبق فيك سوى العظام وهذه اللحية الكثة.. كيف يمكنك أن ترسمَ وأنت مجرد هيكلٍ عظمي، هيا غير طريقة حياتك، أنا مستعدٌ لإعطائك كمية كبيرة من المال حتى تصبح رجلاً ذا روح.
أتجهُ إلى اللوحة وأتناولُ الفرشاة. سأقضي هذه الليلة في رسم الحلم. لن أصغي إلى ثرثرة هذا الرجل وشكوكهِ التي يزرعها في كلِ مكان. هنا، في هذه النقطة السفلى من اللوحة، أبدأ برسمِ الجذورِ، جذور شجرة الياسمين.
يطالعني ويمضي في حديثه:
- أنظر إلى نفسك، إنك تتجهُ إلى الشيخوخة، وحتى الآن لم تتزوج. أنت وحيد.. وحيد، فراشك باردٌ، ولقمتك بلا طعم، ولذتك في مضاجعة الأحلام والأشباح. قل لي ما الذي أفادتك هذه اللوحاتُ الصارخة بالألم، الغاضبة، السوداء، المتوحشة..؟! تعالْ إليّ، سأعطيك النساءَ والأموالَ. سأوظفك في شركةِ دعايةٍ ما، أو أجعلك مسئولاً عن المسرحِ والمهرجين.. تعالْ إليّ ودعْ جذورَ الأشجار والضحكات الغامضة..
استطعتُ أن أرسمَ الجذورَ وقد تخللت التربة تخللاً عميقاً. لقد احتضنتها الأرضُ فاندغمتا معاً. نظر إلي العجوزُ بحقدٍ، ونهضَ هو غاضبٌ وصاح في وجهي:
- لن تستمر في هذا المنزل طويلاً، أنت لم تدفع الإيجارات منذ عدة شهور، وقد قررتْ المحكمة طردك منه. هيا أجمعْ حاجاتك ولملمْ أغراضك وغادرْ المنزل حالاً!
نظرتُ إليهِ بتحدٍ وقلتُ:
- لن أغادر بيتي ابداً..
- ستغادرهُ رغماً عنك. لقد قررت المحكمة طردك منه. سوف يتغير هذا المنزلُ تماماً. سوف أكنسُ هذه الأرض من بقاياكم ومن عواطفكم.. ستظهرُ عمارة كبيرة، سيسكنها أناسٌ في منتهى النظافةِ والأدب. لن تستمر هنا طويلاً يا عزيزي، فغداً سألقي بلوحاتك في عرضِ الطريق، وسأعطيك ساعة أبيك وقد توقفت عن متابعة الزمن تماماً، أما أغصان شجرة الياسمين الذابلة وجذورها الميتة فأعتقد إنك لن تحتاجَ إليها..!
- لن أغادر بيتي أبداً.
- غداً ستأتي الآلاتُ والسياراتُ والعمالُ ويزيلونه في لمح البصر، أما إذا بقيتَ فيه فأن أحداً لن يفرق بينك وبين أية حجارة منه.. وفي غمضةِ عين ستظهرُ العمارة الرائعة. سيسكنها أناسٌ أغرابٌ وسأفتحُ فيها خمارة صغيرة تسقي العطاشى والمتعبين..!
رمقتُ السماءَ فوجدتها سوداءَ لا ضوءَ يشعُ فيها ولا بريقٌ ينبعثُ منها كأنها رجلٌ التحف بأغطيةٍ سوداء كثيرة ومات. أنصتُ إلى المنزل الهادئ علَّ الضحكة تعودُ مرة أخرى أو علني أسمعُ الخطوات الرائعة تنبئ عن وجودها لكن الصمتَ كان يقيدُ كلَ شيءٍ ويربط كلَ فعل.. إلا هذا العجوز الذي أخذ يسير في أنحاء الغرفة وكأنه وضع يدَه أخيراً على المنزل وقبض روحَ الأسرة.
- أستسلم يا عزيزي بهدوءٍ فأنت وحيد بلا معين في هذا العالم الواسع، كل الناسِ الذين ترسمُ لهم لوحاتك غارقون في سباتهم أو منشغلون بتفاهاتهم.. هيا أستسلم وأحرقْ هذه اللوحات فلسوف تكسب كل ملذات الدنيا..
وأمضي في الرسم. أدخلُ جوفَ الحلم وأطبعُ في ذاكرتي رؤاه الغامرة بالنور.
وانتبه ثانية وإذا بالرجلِ العجوز قد اختفى! انهضُ وأفتحُ البابَ وأطالعُ الممرَ فإذا هو خالٍ وإذا بالباب الخارجي محكم الإغلاق وإذا بالصمتِ يلفُ كلَ شيءٍ ويغمرُ كلَ فعل.. ووحدها كانت هناك، الشجرة العجوز تحدقُ فيَّ كأم تنتظرني منذ أعوامٍ وأعوام!
5
دخلنا البيتَ الكبير ورأيناهُ على باب إحدى الحجرات ينتظرنا وهو مقطب الوجه، يتطلعُ إلى الطيور وهي تتقافز في أقفاصها مذعورة. وقفنا في الحوش، وجاء خادمٌ أسودُ البشرة وراح يحدقُ في الطيور ويهدئها قائلاً: «لا تخافي لا تخافي». أشار الرجلُ العجوزُ على أبي ثم دخل حجرته. تبعهُ أبي وهو يقودُ أختي إلى الداخل. أتت ترتجفُ خوفاً وبرداً، وعيناها زائغتان، ووجها أصفـرّ وذبل. وما لبثا أن أختفيا في الحجرة. التفتُ نحو الخادم فرأيتهُ قد أخرجَ سكيناً ومضى يردد «لا تخافي أيتها الطيور، لا تخافي أبداً». كان يبتسمُ ويكشرُ عن أسنانه ويهزُ السكين كقطٍ جائع. فتح باب القفص وأدخلَ يدَهُ فراحت الطيور تهدل وتبكي بذعر. كانت تبتعدُ عن يدهِ فمضى يصرخُ غاضباً «أين ستفرين مني، سأقتلك!»، وأخيراً وضعَ يدَهُ على ما كان يبتغي، أخرجها فإذا هي حمامة بيضاء. ضحك بسرور بالغ وامتدت سكينهُ إلى عنقها، وفي ثانية واحدة قطعهُ لكن الحمامة المذبوحة قفزتْ من يدهِ فإذا هي تحت قدمي اختي التي كانت خارجة في تلك اللحظة. ذعرتْ وذعرتُ وانتابني خوفٌ غريبٌ، لأن الدماءَ لوثتها ولأن الرجلَ العجوز كان فوق العتبة يبتسم ابتسامة كأنها الموت!
6
قالت لي: تعالْ أزرعْ هذا الغصنَ هناك.
تطلعتُ إلى وجهها الذابل وعينيها الغارقتين في الظلام وتعجبتُ من أين أحضرت هذا الغصن ولماذا تريد أن أزرعهُ وهو جافٌ يابسٌ كعصا.
قلتُ لها: سأذهبُ إلى الملعب، وعندنا مباراة اليوم!
قالت: لن يستغرقَ ذلك منك وقتاً.
قلتُ: بل سوف يستغرق.. سوف ألبس ملابسي الرياضية الآن.
تركتها ورحتُ ألبس حذائي. رأيتها تتحاملُ على نفسها، تنزلُ من على الفراش ببطءٍ شديد، ثم تتجهُ إلى الحوش، وهي ترتجفُ سعالاً وبرداً. وقبل أن تبلغ المكانَ تعثرتْ وسقطت. سمعتها تئنُ. قذفتُ الحذاءَ جانباً وركضتُ إليها، ساعدتها على النهوض فقامت وسارت حتى وصلت الجدار الشرقي لمنزلنا. وهناك زرعتْ الغصن. ابتسمتْ وسالتْ دموعها. وراحت تدندنُ بأغنية لكن الأغنية كانت متقطعة، خافتة، واهنة.. أما أنا فقد لبستُ حذائي وأخذتُ الكرة وقفزتُ إلى الخارج!
7
جرني أبي إلى الباب ثم أعطاني قطعة نقدٍ وهو يقول:
- أذهبْ وألعب بعيداً..
خرجتُ فأقفل الباب. كان الرجلُ العجوز بالداخل، وهو يقرأ كلماتٍ غريبة من كتاب عتيق في يده. نظرتُ من ثقب الباب فرأيت أختي تتمدد على فراش والعجوز واقفٌ فوقها وهو يطلقُ بعض البخورَ ويفحص جسمها وعيناهُ تنفثان الشرر وما لبث أن ترك المبخرة جانباً وأخذ سيخاً مبيض الرأس. رأيتُ أبي يركعُ معه. رأيت العجوز ينحني أيضاً. لكن ما هذا الذي أرى؟ إنها تصرخ. تصرخ. تصرخ. إنهما يقتلانها. إنها تصرخ. إني لا أستطيع الوقوف هنا. إني لا أستطيع المكوث هنا. إنني أركض وأركض وأركض بعيداً. سرتُ وسرت حتى شعرتُ بالتعب يثقب صدري ويشل قدمي. سقطتُ على الأرض وتشبثتُ بالتراب. وعندما رفعتُ رأسي رأيتُ البستان القديم أمامي. لم أسمع عصفوراً يغرد أو جدول ما يغني. رأيتُ أبنية بشعة تتمددُ فوق كالوحوش. تحول البستان إلى بلاعة فاضت مياهها وانتشرت قذارتها في كلِ مكان. سمعتُ بكاءَ الأطفال وعويل النساء وضحكات السكارى والشتائم الحادة والكلمات الغريبة. وتصاعد البكاءُ العنيفُ ورأيتُ جنازة تتقدمُ نحوي. إنهم رجالٌ مسرعون يحملون نعشاً صغيراً يكادُ يطيرُ فوق أكتافهم. إنهم يتقدمون نحوي ويدمدمون كأنهم يتوعدون عدواً لا يرحم. إنهم يقتربون ولا يرونني. وأنا لا أقدرُ على النهوض. تمزق صدري وخارت قوتي. يقتربون. عليّ أن أنهض. عليّ أن أقفز. وهم يتقدمون.. عشرات الأرجل والأحذية والنعل.. حصى يتناثر وأصواتٌ تخضُ الأرضَ.. وحملتُ ثقلي وروحي وقفزتُ.. ولم ينتبهوا لشيء، ظلوا يتقدمون..
وحين حلَّ الظلامُ عدتُ إلى حينا. إن قلبي يرتجفُ كالحمامة المذبوحة. قلبي ينتفضُ وأنا أقتربُ من البيت. إن صوراً مفزعة تشدني من عيني وشعري. إن أسياخاً من الحديد المحمى تلهبُ جلدي ولحمي، وها أنذا أصل إلى البيت. وها أنذا أسمع البكاء والعويل. وها أنذا اسمعُ الصياح في كل مكان. البابُ مفتوحٌ على مصراعيه، والناس تبكي في الداخل. أصواتٌ تفقأ عيني وتثقب أذني وفتت قلبي. بكاءٌ. بكاءٌ. بكاءٌ. وهي كانت هناك! تحت شجرة الياسمين غطيت برداء أبيض وأغصان الشجرة تدلت عليها وراحت تقبلها بحبٍ لا يضاهي، وأنا لا أعرف ما العمل، أبكي وأصرخ وأريدُ أن أمزق شيئاً ما. أريدُ أن أقتل أحداً.
وانتبه لنفسي وإذا بي رجل كبير ذو لحية كثة ولوحة ناقصة، وإذا بشجرة الياسمين عجوز يتمددُ في كل جسدِ المنزل كالعروق، وإذا السماء من فوقي كالشيطان جالس بعباءته السوداء والصمتُ يغمرُ كلَ شيء فلا بكاءً أو عويلاً ولا أناساً ولا أكفاناً ولا أزهاراً.
8
جلستُ أمام اللوحة وواصلتُ الرسم. انطلقتُ إلى الوجه مباشرة، أريدُ أن أجعل الضحكة تنبثق كزهرةٍ لا تذبل. كانت يدي تعملُ بلا توقفٍ، والألوان تتجمعُ شيئاً فشيئاً مشكلة الوجه. فجأة أخذت يدي ترتجف واهتزت الفرشاة. هل يمكن أن أرسم الفرح؟ هل أقدر أن أصل إلى الضياء؟
في تلك اللحظة كنتُ أرمقُ السماء فرأيتُ البرقَ سيفاً يبتر معصمي وأضاءت البروقُ المنزلَ فخيل إليّ أن الشجرة ترقصُ في فرح. تناولت الفرشاة واندفعتُ في الوجه. صحتُ: تعالي أيتها الصبية القاطنة مملكة الصمت، انهضي من رقدتك الأبدية وسيري معي بضعَ خطوات. تعالي إلي فستكونين هنا، إلى الأبد، حيث لا موت ولا صمتَ، أنهضي!
وضاعت كلماتي في غمرة دويٌ عنيف هزَّ السماءَ، وتتابع قصفُ الرعد واهتز المنزل وانتفضت الشجرة مذعورة. سمعتُ هديراً وزئير غابةٍ من الوحوش، وأندفعَ الهواءُ رياحاً هوجاء من كلِ جهة. وبغتة تساقط المطرُ مدراراً. اندفع يضربُ الجدران والأبواب كجموعٍ هائلةٍ من الجياع. فتتابع قصفُ الرعد، وأمتشقت السماءُ بروقها وأضاءت الفضاءَ واكتسحت الظلام. وأستمر المطرَ في دقهِ على النوافذ يريدُ الدخول.
وخيلَّ إليَّ أن السقفَ يتشقق، والماءَ يتسربُ منه. وأصمني الضجيجُ وقيد الرعدُ ذراعي، وبصعوبة حررت يدي وواصلتُ الرسم فازداد المطرُ صخباً، وأشتد قصفُ الرعد، واهتزت النوافذُ وتأوهتْ الأبوابُ. وسمعتُ أغصانَ الشجرة ترتجف برداً ورأيتها تدقُ النافذة كأنها تطلبُ دفئاً وأماناً..
واصلتُ الرسمَ وشعرتُ بكياني كلهُ يتهدم وأصابعي عاجزة عن مسك الفرشاة لكن النهاية بدت على بعد خطوتين. خطوتان فقط وينتهي التعبُ، وهذه الضرباتُ الأخيرة ستحددُ كلَ شيء. وقبل أن أخطو خطوة واحدة رأيتُ السقف يتشققُ والماءَ يتسربُ إلى الغرفة. خطٌ من الماء يتسللُ إلى الداخل بلا توقف لكني لم أتوقف. قفزتُ خطوة واحدة فرأيتُ الضياء يلوحُ في نهاية النفق المظلم، وبعد أن نسيتُ كل ما حولي، فاختفت الضجة وتلاشت الآلام وتعب التعبُ مني، أطلقتُ كلَ روحي في الضربة الأخيرة وبعدها القيتُ بنفسي على الفراش منهاراً.
9
سمعتها تضحك ضحكتها الرائعة، ورأيتها تجري في حقلٍ من الأزهار والأنوار، رأيتها تلوحُ لي وتبعث قبلاتها السخية، غمرتني السعادة وتحولتُ إلى عصفور يغردُ وينفضُ الندى عن جناحيه فرحاً ولما سمعتها تدقُ على النافذة رفعتُ رأسي فوجدتُ نوراً خافتاً ينتشرُ في الغرفة وسمعتُ المطرَ يعزفُ على زجاج النافذة نغماً هادئاً راقصاً.
انتبهت إلى الصباح وقد اشرق والعاصفة وقد رحلت، والهدوء وقد خيم على الفضاء. كانت أرضُ الغرفة تبللت ماءاً ولكن اللوحة كانت فوق الطوفان. ورأيتها تلوحُ لي وتضحك، وأزهار الياسمين تحلقُ في السماء الزرقاء ورائحتها تغذي النورَ والهواءَ.
ديسمبر – 1977
معتقل سافرة
ـــــــــــــــــــــــــــ ツ 2 – الرمل والياسمين «قصص»، 1982.
❖ «القصص: الفتاة والأمير – علي بابا واللصوص – شجرة الياسمين – العوسج – الوجه – الأرض والسماء – المصباح – نزهة – الصورة – اللقاء –لعبة الرمل– الأحجار– العرائس – الماء والدخان».
المقالات العامة
- #جذور_الرأسمالية_عند_العرب
- #عبدالله_خليفة #القرامطة .. الجذور التاريخية
- #عبدالله_خليفة : كائنات مستأنسة
- #عبدالله_خليفة : ما هو حبل الله؟
- #عبدالله_خليفة : إنساننا البسيط المتواضع
- #عبدالله_خليفة : إيران بين الحصارِ والتراث
- #عبدالله_خليفة : الدولةُ والدكتاتوريةُ الروسية
- #عبدالله_خليفة : الرقص ودلالاته الاجتماعية
- #عبدالله_خليفة : حلقي مليءٌ بالنارِ على وطني
- #عبدالله_خليفة وداعاً صديق الياسمين
- #عبدالله_خليفة وطنيون لا طائفيين
- #عبدالله_خليفة إعادة إنتاج العفاريت
- #عبدالله_خليفة الماركسية الأديان
- #عبدالله_خليفة الإنتاجُ الفكري وضياعُهُ
- #عبدالله_خليفة الانتهازيون والفوضويون
- #عبدالله_خليفة تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- #عبدالله_خليفة عدم التطور الفكري وأسبابه
- #عبدالله_خليفة: تطورات الرأسمالية الحكومية الروسية
- (علمية) فيورباخ وتوابعهُ
- مكونان لا يلتقيان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفــق ـ مقالات 2008
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قراءة جديدة لظاهرات الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بلزاك: الروايةُ والثورةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تنوير وتحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- 𝓐𝖇𝖉𝖚𝖑𝖑𝖆 𝓚𝖍𝖆𝖑𝖎𝖋𝖆 𝓦𝖗𝖎𝖙𝖊𝖗 𝒶𝓃𝒹 𝓝𝖔𝖛𝖊𝖑𝖎𝖘𝖙
- في الأزمة الفكرية التقدمية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- قد بيان الحداثة لــ أدونيس
- قصة الأطفال عند إبراهيم بشمي
- قصص من دلمون
- كتاب ايديولوجي لعبدالله خليفة
- كريستين هانا
- لينين في محكمةِ التاريخ
- لينين ومغامرة الاشتراكية
- من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- من ذكرتنا الوطنية عبدالله خليفة
- موقع عبـــــــدالله خلــــــــيفة على You Tube
- ماجستير الأدب البحريني ـ آثار عبدالله خليفة
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا
- مبارك الخاطر: الباحث الأمين المسؤول عن بقاء الضوء في الماضي
- محمود أمين العالم والتغيير
- محمد أمين محمدي : كتب – عبدالله خليفة
- مراجعة للعنف الديني
- مراجعةٌ للعنفِ الديني
- مستويات السرد .. الدلالة والسياق عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- مسرحية وطن الطائر
- مسرحية الأطفال عند علي الشرقاوي
- نموذجانِ مأزومان
- نحن حبات البذار
- نحن حبات البذار عبدالله خليفة
- هل حقاَ رحل صاحب القلب الأبيض؟
- وهي قد تكسرُ البشرَ وخاصة المبدعين والمثقفين!
- وعي محمود إسماعيل
- وعي الظاهر والباطن
- وعبادةُ النصوص
- يوسف يتيم : دراسة تطبيقية لرواية الجذوة على ضوء المنهج الواقعي
- يحيى حقي: كتب – عبدالله خليفة
- أيوب الإنسان : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- أخوان الصفا
- أدب السجون: إجابة على أسئلة جريدة الوطن
- أدب الطفل في البحرين
- أزمة اليسار
- أسلوب القصة عند الجاحظ في (البخلاء)
- أسلوب الإنتاج الكولونيالي أو رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي
- أسباب الانتهازية في اليسار
- إنتاجُ وعيٍ نفعي مُسيَّس
- إحترام تاريخ اليسار – كتب: عبدالله خليفة
- الفكرة ونارها : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- القائد والمناضل عبـــــــدالله خلــــــــيفة مفكراً وأديباً وروائياً بحرانياً
- الكلمة من أجل الإنسان
- الليبرالية في البحرين
- المفكر اللبناني كريم مروة
- المنبتون من الثقافة الوطنية
- المذاهب الإسلامية والتغيير كتب : عبـدالله خلــيفة
- المرأة والإسلام
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي
- الوعي والمادة
- الوعي الجدلي في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
- اليسار في البحرين
- اليسار في البحرين والانتهازية
- اليسار والميراث الديني
- اليسار البحريني يخسر «عفيفه الأخضر»
- الأعمال الصحفية الكاملة. أفـــــق، 2024
- الإسلام السياسي كمصطلح غربي
- الانتهازية الفكرية عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الاسلامية.
- البطل الشعبي بين الماضي والحاضر
- التحرير تبقى عاليا ومضية كتب عبدالله خليفة
- التضحوي والاستغلالي
- التطور الفلسفي العربي الحديث المبكر .. عبــدالله خلــيفة
- الحدثُ الأوكراني ودلالاتُهُ الديمقراطية
- الحربائيون
- الرواية الخليجية لم تتجذر في الأرض بعد
- السودان بحاجة إلى الديمقراطية والسلام
- الساقطون واللاقطون ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- الصحراويون والزرع
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين
- العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- انتصار للطبقة العاملة في العالم بتنصيب الرئيس لولا دي سيلفا رئيسا للبرازيل
- اتحاد الكتاب العرب في سورية| ينعي الأديب البحريني عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- بيع كتب ومؤلفات عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تناقضات الماركسية – اللينينية
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- تجاوز الشللية والقرابية ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- تحدياتُ الحداثة في الوعي الديني
- تحدياتُ العلمانية البحرينية
- تداخلات جبهة التحرير والمنبر الديمقراطي – كتب : عبدالله خليفة
- تعريف العلمانية
- تعريف العلمانية عبدالله خليفة
- ثقافة الانتهازية: كتب – عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- جمعية التجديد الإسلامية
- جورج لوكاش … تحطيم العقل !
- جبهة التحرير الوطني البحرينية باقية والمنبر التقدمي شكلٌ مؤقت وعابر
- جذور الرأسمالية عند العرب
- حكمٌ دستوري وإلهٌ عادلٌ
- حوار مع الكاتب عبـــــــدالله خلــــــــيفة: المؤلف الجيّد عاجز عن الوصول الى الناس
- حوار مع عبدالله خليفة
- حوار المفكر العلماني صادق جلال العظم
- رفاق الطريق
- رفعت السعيد والسرد السياسي
- روسيا ودعم الدكتاتوريات
- روسيا الدكتاتورية
- رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي ــ أو أسلوب الإنتاج الكولونيالي
- سردية الانكسار والانتصار في رواية «التماثيل» : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- صراع الطوائف والطبقات في فلسطين : كتب-عبدالله خليفة
- ضيعة الكتب ضيعة كبيرة. أصدقاء الكاتب لا يعرفون عناوين كتبه.
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة : عبدالله خليفة
- ظهور المادية الجدلية: كتب- عبدالله خليفة
- علي الشرقاوي
- عودةُ الحداثيين لطوائفهم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة .. الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : «الكلمة من أجل الإنسان»
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : في الأزمة الفكرية التقدمية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فيلم الشاب كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فالح عبدالجبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فصيلٌ جديدٌ لا يعترفُ بالحداثة وقوانينها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : قانون الإنتاج المطلق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كلمة من أجل الكاتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كاتب أدبيات النضال
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لولا تخاذل الحداثيين ما جاء الطائفيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لويس أرمسترونغ ــ موسيقى الحياة الوردية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ملاحظات حول مجموعة ــ الفراشات لأمين صالح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من ذاكرتنا الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : منعطفٌ تاريخي للعرب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ميراث شمولي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نقادٌ مذعورون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نضال النساء في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : و(الفولاذ) بعناه!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : وردة الشهيد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفـــق ـ مقالات 2010
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أن تكتب الأدب في السجن
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أسباب تمكن الحركات الطائفية من الاختراق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أشكال الوعي في البنية العربية التقليدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إنّهُ المثقفُ العضوي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إعادة تشكيل الأسطورة الشعبية في ساعة ظهور الأرواح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفقه والدكتاتورية المنزلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفنون في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : القصة القصيرة الطلقة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكلمة من أجل الإنسان ــ كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكتابة وظروفها إجابة على أسئلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المناضل والأديب والإنسان ــ تقديم المحامي عبدالوهاب أمين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المنبتون من الثقافة الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المثقفون العاميون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المجموعة القصصية ــ ضــــوء المعتــــــــــــــــــزلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المرأة بين السلبية والمبادرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : النساء وضعف الخبرة السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليهودُ من التراث إلى الواقع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ الديمقراطي واليسارُ المغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأفكار والتقدم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأديان والماركسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الإصلاحيون الإيرانيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البنية والوعي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البناء الفلسفي في أولاد حارتنا
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البرجوازية والثقافة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التفككُ الثقافي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التبعية للدينيين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثقافة والمثقفون البحرينيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثلاثة الكبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الحداثة مشروعان فقط
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدكتور عبدالهادي خلف مناضل أم ساحر؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدين والفلسفة عند ابن رشد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرموزُ الدينيةُ والأساطير
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرهان على القلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الراوي في عالم محمد عبدالملك القصصي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الساقطون واللاقطون ــ المنبر اللاتقدمي مثالاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الشاعر الكبير يوسف حسن و زهرة الغسق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العقل والحريــــــــــــة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العلوم والإنتاج والفلسفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العمل والعمال والمصنع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العائلة والديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تنوير نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكل الماركسية أم الماركسيين؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تطورٌ حديثٌ حقيقي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تعدد الزوجات والحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جورج لوكاش وتحطيم العقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جذور العنف في الحياة العربية المعاصرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : حكاية أديب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : خفوتُ الملاحم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رموز الأرض
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : روحُ الأمة!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رأس المال الحكومي الشرقي – الطبقة العاملة في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : شقة راس رمان التي عاش فيها 21 عاماً وتوفى فيها.
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : صراع الطوائف والطبقات في فلسطين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ظهور المادية الجدلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : علم الحشرات السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عن الديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عالم قاسم حداد الشـعري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عبادةُ الشخوص
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كاتب وروائي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة الأعمال الكاملة القصصية والرواية والتاريخ والنقدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة السيرة الذاتية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: كلنا إسلام سياسي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: لينين في محكمةِ التاريخ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أفكار سياسية دينية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ألفُ ليلةٍ وليلة . . السيرة السحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أغلفة الكتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: النظر بموضوعية في تاريح الإنسان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الوعي الديني والبنية الاجتماعية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأيديولوجيات العربية والعلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأزمة العقلية للثورة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الانتماءُ والغربةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الباحث عن أفق تنويري عربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الخيال والواقع في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الرمزيةُ وأهميتُها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: العصبيةُ والعمرانُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بؤرةُ الوهمِ قديماً وحديثاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تفتيتُ المكونات
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تبعية العلمانيين للدينيين ــ جذورها ونتائجها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحليلٌ لكلامٍ مغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تدهور مكانة المرأة واتساع الرقيق✶
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تركيب حضاري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تطور الوعي الديني في المشرق القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ثرثرةُ الوعيِّ اليومي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: حريات النساء مقياس للديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دعْ الإنسانَ حراً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: رؤيتان للدين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سبينوزا والعقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سذاجةٌ سياسيةٌ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة【تفتيتُ المكونات】
- عبـــــــدالله خلـــــــيفة : مسيرة نوال السعداوي
- عبـــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ والتكويناتُ الاجتماعية الدينية
- عبــداللـه خلـــــيفة . . الأقلف والبحث عن الذات
- عبــدالله خلـــــيفة .. مقاربة الشعر الجاهلي
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لــ طه حسين
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لـــ إسماعيل مظهر
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة لدى الطهطاوي
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة عند سلامة موسى
- عبــدالله خلـــــيفة: إبراهيم العُريّض ــ الشعر وقضيته
- عبــدالله خلـــــيفة: المثقف العربي بين الحرية والاستبداد
- عبـدالله خلــيفة: عرضٌ ونقدٌ عن أعماله
- عبد الله خليفة: كانت الكلمات عاجزة عن البوح
- عبدالله خليفة
- عبدالله خليفة “الساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها”
- عبدالله خليفة .. كي لا يُدفن مرتين !
- عبدالله خليفة : وحدة الماضي والمستقبل
- عبدالله خليفة : الاشتراكية والمستقبل
- عبدالله خليفة : البحرين في بدء التحديث
- عبدالله خليفة : التنوير الاجتماعي عند فرح أنطون
- عبدالله خليفة : التنوير الرومانتيكي عند جبران خليل جبران
- عبدالله خليفة : العقل والديمقراطية في وعي جورج طرابيشي
- عبدالله خليفة : بوخارين ومصير روسيا
- عبدالله خليفة : تنوير لويس عوض
- عبدالله خليفة : تنوير يعقوب صروف
- عبدالله خليفة : صراع اليسار واليمين في الإسلام
- عبدالله خليفة : صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية – المجلد السابع
- عبدالله خليفة – الأعمال النقدية – المجلد الثامن
- عبدالله خليفة – الأعمال التاريخية
- عبدالله خليفة – الأعمال الروائية – المجلد السادس
- عبدالله خليفة قبل رحيله: المحن مؤذيةٌ وصعبة
- عبدالله خليفة كل الأشجار
- عبدالله خليفة من أجل الشعب اولا
- عبدالله خليفة نفعية في الكتابة
- عبدالله خليفة وقضية المرأة في الرواية الخليجية
- عبدالله خليفة يكتب عن نجيب محفوظ
- عبدالله خليفة أحد أهم الكتاب المخلصين لتجربتهم الفكرية
- عبدالله خليفة أزمة اليسار
- عبدالله خليفة إشكالية البحر والواقع
- عبدالله خليفة المخادعون
- عبدالله خليفة الوعيُّ القرآني قفزةٌ نوعي
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية
- عبدالله خليفة الأعمال النقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الإسلامُ ثورةُ التجار
- عبدالله خليفة الجمهورُ و(الغوغاء)
- عبدالله خليفة الحلال والحرام في السياسة الراهنة
- عبدالله خليفة الرعب من الحب
- عبدالله خليفة السحر والدين
- عبدالله خليفة العقل والحرية
- عبدالله خليفة اسكرايب
- عبدالله خليفة جريدة النور
- عبدالله خليفة رائد الثقافة التنويرية البحرينية
- عبدالله خليفة عن المرأة
- عبدالله خليفة.. تحطيم الصورة وتكوينها
- عبدالله خليفة… حياته
- عبدالله خليفة: في التطورِ العربي العام
- عبدالله خليفة: فائض القيمة البحريني
- عبدالله خليفة: القحط في زمن النفط
- عبدالله خليفة: المسكراتُ وأحوالُ السياسة
- عبدالله خليفة: المغامرات اللغوية أبعدت القارئ عن الرواية
- عبدالله خليفة: الوعيُّ العربيُّ وتطوراته
- عبدالله خليفة: العربُ ونقدُ الواقع
- عبدالله خليفة: تنوير تقي البحارنة
- عبدالله خليفة: تنوير حسن الجشي
- عبدالله خليفة: تناقضات الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: تباين طرقِ التطور العربية
- عبدالله خليفة: شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- عبدالله خليفة: صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: ضعفُ العقلِ النقدي
- عبدالله خليفة: عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فائض القيمة والاقتصاد السبعيني
- عبدالله خليفة: عبيب «مأكول خيره»..!
- عبدالله خليفة: عبدالناصر كإقطاعي
- عبدالله_خليفة الثلاثة الكبار
- عبدالرحمن بدوي

