لن يأتي أحدٌ . هؤلاء الغرباءُ سيعبرون المحيطَ لوحدهم . كلُ الخيوطِ التي القيتها في المياه كي تصطاد شيئاً جاءتك فارغة . اجترْ هذه الوحدةَ المميتة وضاجعْ الريح الساخنة . لم يعدْ ثمة شيءٌ من النبيذ ، إذن أشرْب ودعْ هذا الليل ينجلي فمهما طال البعدُ ، وعربدتْ الرياحُ المجنونة ستجد نفسك مرة أخرى وراء سفينة في صحراء اليم.
كلُ هذه الجزرُ البازغة في الماءِ ربيتها كأولادك ، وهذه الطرقُ الطالعة كالوديان الخضراء نادمتها ولم تسكرك . حيتانٌ صادقتها ، غيومٌ ودعتها ، عواصفٌ مزمجرة قلقلتْ الجبالَ خرجت من عباءتك . .
أقرعْ كؤوسَ الأشباح ، ها قد مات العمرُ هنا ، بعثرته بين القراطيس التي لم يقرأها أحدٌ ، والتحديق في النجومِ اللامبالية ، وعدم النوم وراء الدفة ، أقبض بأصابعك خيوطَ نهارٍ واحد أن تقدر، حتى البحر يكبرُ ، ولم يعد صبياً وديعاً كما كان ، اشتعلَ رأسه زبداً، واستل من خناجرهِ ناراً وبراكين جديدة .
دغدغْ الرأس بالكأس ، ودع أشباح الغواني يهدهدن وحدتك . علك تنامُ . علك تغرفُ اللذة وتنتشي ، فيزهرُ الشبابُ على أطرافك .
منذ أن ألقت السفينة مراسيَها على الشاطئ وأنت مبحرٌ في العاصفة. صرختَ في نجمٍ: أنظر أنا أقتربُ من الموتِ ولم أفعل شيئاً طوال عمري !
تطلع إليك بود:
ـــ ماذا تقولُ أيها الشيخ ؟ كلُ هذه الأعمالُ الشامخة ولم تفعل شيئاً ؟
ـــ أية أعمال شامخة ؟ !
ـــ هذه الكتب التي صارت دليل كل ربان ، صرتَ الأسد الأخير في قارات الماء !
ـــ كتبٌ ، ورقٌ ، مجرد ورق ، قد يحترقُ ، قد يغرقُ ، قد لايأبه به أحدٌ . أنا ، أنا ماذا قدمتُ لنفسي ، عشة في جلفار ، وامرأة أراها في كل خمس سنين مرة وأولاداً كبروا بدون علمي . . !
ـــ ماذا تريدُ وأنت ما عليه من العمر ؟
ـــ ماذا بي ؟ لا تزال القوة لم تقدح مني . آلاف الشرارات كامنة في خلاياي ، وكل شرارة لمائة حريق . دعني أسبحُ في بحر الحواس ، دعني أرقصُ ، أعزف ، أقبل مليون امرأة على هذا الساحل . بعد عام أو أكثر ستضعوني في القبر كتلة من الحجر . ماذا تريدون أكثر مما أعطيت ؟ فرشتُ لكم المحيط سريراً من الخرائط ، أخرجتُ الوحوشَ والأشباحَ من الجزر ورصفتُ طرقكم بالنجوم ، كلُ بحار يتوغلُ في الماء يتمتمُ باسمي كأنني تعويذة للخير ، ملكتُ المحيط بلا تاج ، وأضخم كتاب لي لا يُستبدل بكأسٍ في أية حانة رخيصةٍ في هذا الساحل المتواطئ مع العواصف والجوع . . ماذا تريدون أكثر ؟ !
صمت نجم . لم تتراجع:
ـــ سأبيعُ كلَ هذا القماشَ والحديد والأصباغَ لتغدو أياماً رائعة .
ـــ ولكن علينا أن نرجعَ بعد شهر !
ـــ سنعودُ حتماً مع الرياح .
وأنطلقت . وضعت أشعارك جانباً واسترجعتْ أبا نواس . فلتعانقك الحاناتُ والصدورُ الواسعة ولتعبق جوانبك بالبخور والسرور . يا إلهي ، ما أطيب لحم السمراوات كأنك توغل في ليلٍ بهيم لتشعشع الأنوارُ في آخره . يرشرشُ ماءُ الشبابِ على رأسك ، تدخل عريساً وتخرجُ مولوداً ، ترقصُ في الغاباتِ وترقبُ الأنهارَ وأنت تحتسي عصارةَ الجذورِ فتخلد في الأغصان والأوراق .
ثم تخلو جيوبكَ من أي شيءٍ تدعو نجماً:
ـــ انتهت النقودُ ماذا سنفعل ؟
ـــ نرجعُ للبلد الذي غادرناه منذ سنين .
ـــ البلد ؟ أوه ، إلى تلك السفن والخيام والصخور والصقور ، ثم الامتداد الأصفر للرمل . . !
ـــ انظرْ هنا كلُ شيءٍ يضجُ بالحياة . . حاناتٌ ، نساءٌ شبهُ عارياتٍ ، غاباتٌ بكرٌ ، دعني أتوغلُ في هذه السعادة الحسية قبل أن يتوارى العمرُ . .
ـــ ولكن سنتحول هنا إلى شحاذين ؟ نحن لا نملك شيئاً سوى السفينة . .
ـــ السفينة ؟ نعم . . نعم . . سوف أبيعها !
ـــ لا ! لا نستطيع ذلك . ليست لك وحدك . معك بحارة ، أنا معك . . هل ستدعنا نهيمُ على هذا الساحل الطويل بلا عمل ؟ !
ـــ ستكون معي يا نجم كظلي ، لكن سأصرفُ البحارة . يشقُ عليَّ ذلك . لكن دعهم يبحثون عن عملٍ آخر .
ـــ لقد أصبحتَ مجنوناً !
نظر إليك البحارةُ باستغراب ورثاء وذابوا في المدن . أما أنت فقد عبدت امرأة جميلة في بيت قرب الغابة . نفضتَ كهولتك وجيوبك . خرجتَ صفر اليدين وأزهار كثيرة تنبت فوق صدرك . أسجدْ للضوء المنبعث من العيون ، للشفاه القرمزية ، وللنبيذ وجوز الهند والفراشات والأطفال يضجون بالضحكات .
تقولُ وأنت تتجلى:
ـــ يخيلُ إليَّ إنني في ملكوت النعيم . في قمةِ الضياءِ الباهرة . لو أن الزمن يكونُ هكذا ، يتوقف فلا يمتلئ الجلدُ بالتجاعيد ، ولا الشعرُ بالبياض ، ولا العين بالإظلام ولا البلدان بالغزاة ، ونتحولُ إلى فتيان ونشربُ ونرقصُ ونغني ونعملُ . . لكان العمرُ جديراً بأن يُعاش . .
يعترض نجمٌ:
ـــ ولكن ماذا نفعلُ الآن ؟ علينا أن نتدبرَ لقمة الغد . .
ـــ آه ، لا تخف. . خبزٌ وبعضُ ثمار غابة وطيور تقع في فخ ، تعيشك سنوات حافلة . الأروع أن تشعر أنك حر . بعيدٌ عن جبال الأمواج الغاضبة والحبال التي تحفر اليد والشمس الحارقة والعرق والدوار وجلود الرجال التي لا تتغير والزرقة التي لا تنتهي والليل الفاحم المدلهم والوحوش التي تنتفضُ في الموج وأعماقك البرية الموحشة .
ـــ سمعتُ إن ثمة سفناً غربية وصلت الشاطئ !
ـــ وماذا تريد ؟
ـــ تبغي الوصولَ إلى الساحل الهندي . إنهم كفارٌ قادمون من الغرب. كادوا يحرقون إحدى المدن التي رفضت دخولهم . لديهم غربان رهيبة . .
نهضتَ . سرتَ في الغرفة . فتحت النافذة . ورأيتَ الليل الأفريقي ينهضُ من فوق المدينة . تتنفس الأكواخُ هواءاً منعشاً وتشرب ضوءاً خافتاً . تصيحُ الديكة فرحة بالفجر وتبدأ غاباتُ الطيور بالغناء والعمل .
جلستَ محدقاً فيه:
ـــ تلك فرصتنا !
ـــ ماذا تقول ؟ ماذا تقصد ؟
ـــ أن نعبر إلى الساحل الآخر ونحرثهُ لهواً وفرحاً . .
ـــ كيف ؟ لقد بعتَ السفينة ، هل تبغي أن نتحول إلى بحارة عند ربابنة آخرين ؟
ـــ لا ، بل عند هؤلاء الغرباء ، سنقدمُ لهم خدمة يسيرة فنحيا بقية العمر في متعة خالدة !
قام نجم مفزوعاً:
ـــ أيها الكهلُ المخرفُ . . ماذا حدث لك ؟ كلما قلتُ إنك استعدتَ شيئاً من صوابك أزددت في العماء . إنك تغوصُ في الوحل وتتصور إنك طائرٌ حرٌ في السماء !
غضبتَ أنت الآخر:
ـــ ماذا بك هل صرتُ تلميذاً لك ؟ هل ننسى ما كنتَ عليه وما أردته مني !
ـــ لا ، لم أنس ، أذكر إنني جئتُ إليك وأنت في (بومك) الجبار ودهشتُ من كثرةِ بحارتك ومجلسك المفروش بجلود الحيوانات والمظلل بسيوف سمك القرش والمضمخ بالعطور ، فتصورتُ إنني في حضرةِ ملكٍ عظيم فانحنيتُ فضحكتَ أنت وقلتَ : تعالْ أيها الولد، ماذا تبغي من سلطان المياه ؟
ـــ فقلتَ أنك لا تريد سوى أن تكون تلميذاً مطيعاً لرجلٍ أطاعتهُ تياراتُ المحيط . .
ـــ وكم صبرتُ حينذاك كي أفهمك ! انعزلتُ أشهراً طويلة وأنت تنادم قراطيس تكاد أن تغطيك . صار الحبرُ كالمحيط . ثم اندفعتَ بالسفينة العملاقة في جوف المياه ورحتَ تتوقف هنا وهناك . وتكتبَ، وتلقي خيوطاً في البحر ، وتراقبُ نجوماً في السماء بدء الليل وعند الفجر ، تمشي بمحاذاة السواحل ثم تعانق جزراً قصية في أدغال المحيط وعند منابع الثلوج . . يا إلهي ، كم تعلمتُ منك ، وصار البحر ككف يدي ، أقرأ خطوطه وأتنبأُ بمساره . . أستأنستَ الوحشَ وترامت أنصاله في جسدك جروحاً وشيباً ويأساً . . ثم إذا بك تلتفتُ إلى جسدِ الشبابِ الهارب منك فتغدو طفلاً يضجُ بالصياح وألعاب الطفولة تذوبُ في بئر الكهولة العميقة . .
ـــ أتذكر كيف كنتَ تفتح فمك عندما كنتُ أوقف السفينة شهوراً طويلة وأنطلق في مسالك الهند شارباً من ينابيع المعابد والطقوس والمراقص والحانات ، أتلمسُ أهاب المغنيات واغتسل في ينابيعهن. كنتُ أتشرب كلَ شيءٍ في هذه الحياة ، أمتصهُ في ذاتي وأحيا بنوره وناره . تدخلُ أنتَ وتقول لم لا يعود إلى عمله ، السفينة غدت مزرعة للطحالب . ثم إذا بي اندفعُ إلى البحر وأرافق المياه أشهراً طوالاً . وتضجون أنتم بالصياح وتتفتتون من التعب ، ألحفتكم هي المياه والعواصف وأصدقاؤكم هم الحيتان وقروش البحر والأشباح . . حينذاك كنتُ أكتبُ وأكتبُ وأفكر بأراضٍ أخرى بعيدة وخلجان لم ترها عينٌ..
ـــ وها أنت تحضرُ لشطآنك غزاةً جدداً ، هنيئاً لها هؤلاء التجار القساة !
ـــ وما أدراك !
ـــ ألم تسمع كيف لاحقوا العربَ هناك في المغرب واندفعوا وراءهم بمدافعهم في كلِ مكان ؟ !
ـــ هنا شيءٌ آخر . إنهم بعيدون عن أراضيهم ، مجرد سفن معدودة، تريدُ الوصولَ إلى أبواب السلع ، والعربُ يملكون كلَ هذا المحيط الشاسع ، سفنهم كالجراد فوق الحقول ، فلنستمتع بوقتنا ، ولنعبَ من اللذة والفرح حتى نشبع ولا نشبع ، ولا نخف من الأعاصير البعيدة .
غمغمَ بشيءٍ لم تسمعه ثم سأل:
ـــ ماذا تريدني أن أفعل الآن ؟
ـــ أذهب إلى المدينة التي رسوا فيها وأنصت إلى الأخبار . . ولا تنس ذكري وسيرتي !
غسلت ثوبك وانتظرت ثم جاء الليلُ يتعكزُ على نجومٍ واهنة . اندفع هواءٌ جنوبي ساخن فأيقنتَ أن البحرَ فتح شبابيكه وراح يدعوك .
ملأ الاشرعة بالحب وغمر الشطآن بالقبل . أطلق القواقع من مصائدهِ والأسرار من أمواجه . . ليتك لا تحنُ إلى هذا المجنون المتربع على الكون أشعل بأصابعه الحياة وأشعل قلبك بالعشق . . لتكن هذه الكأس في صحته التي لا تدوم !
تسمعُ خطوات نجم الهادئة الرقيقة ، كأنه يخجل أن يصفعَ الأرضَ بنعالهِ . هذا الغصنُ النابتُ من شواطئ الصخور.
ـــ ليسوا تجاراً فحسب !
ـــ وجهك ينضحُ بالألم ، ماذا بك ؟
ـــ سفنٌ عملاقة لم تشهد لها هذه البحار مثيلاً .
ـــ ماذا يريدون ؟
ـــ أنت تعرفُ ذلك . . أفواهُ مدافعهم فوهات براكين . . سألوا عنك !
نهضتَ من مجلسك . هل جاءت المغامرة ؟ اسمه ، هل وصل إليهم أيضاً ؟ ليس بعيداً أن يفهمه أولئك أكثر من هؤلاء . سيقتلك هذا الصبي قبل أن يتكلم !
ـــ قل ، ماذا قالوا .
يجلسُ بهدوء . ويرفعُ الزجاجة الفارغة .
ـــ ليس هم الذين سألوا عنك بل موظفو الملك . لقد قال الملك لهؤلاء الغرباء أن ثمة رجلاً كهلاً حكيماً هو الوحيد القادر على إيصالكم إلى كنوز الشرق . لقد تاهت سفنهم وأكلتها الرياحُ وتساقطت هنا وترنح رجالها . . تستطيع أن تتركهم حتى يتعفنوا ثم نشتري سفنهم ومدافعهم بأبخس الأثمان . .
ـــ وكيف هم ؟
ـــ لم اقترب منهم . لكن بعضُ الأهالي رأوهم . لقد نزلوا الأسواق للشراء . آه ، كم هم متلهفون ومتساقطون على النعم والفواكه والأخشاب . . كأنهم لم يروا حريراً أو موزاً أو ذهباً . . يشترون شيئاً قليلاً ثم يتطلعون إلى الباقي بنهمٍ وحسرة وحقد . . خاف الأهالي من تلك العيون الزرقاء المجنونة . جرّوا أطفالـَهم من الطرقات . . المدينة كلها خائفة من غضبِ وطمع تلك السفن .
ـــ يا له من ترحيبٍ باردٍ !
ـــ يقال أن ربانهم الماكر قد حبس كثيراً من بحارته خوف اندفاعهم نحو المدينة وسلبها !
ـــ يا لخيالكم المريض !
ـــ وخيالك أنت ! أنت مستعدٌ الآن كما يبدو لكلِ شيءٍ . ثمة أقوالٌ كنتُ أخافُ منها ، أحسبها مجرد هلوسة كهلٍ ثمل . أقوالٌ استعيدها هذه اللحظة بخوفٍ ووجل . أجل . . أنت لم يعد يهمك شيءٌ ، حواسك ودغدغتها بالذة هو الوسواس الذي يسيطر عليك . خائفاً من الموت كصبي ينامُ قبل العيد . جبانٌ يريدُ أن يهربَ من جيشه إلى المواخير . . كهلٌ صبغ شعره ويخطب أبنته !
ـــ من أنت لتكلمني بهذه اللهجة !
ـــ لم يعد يهمك شيءٌ ، مستعدٌ أن تكون باروداً في مدافع البرتغاليين، بصراً لعيونهم العمياء ، أسكتْ ، إنني لم أعد قادراً على احترامك !
صمت فعلاً . لستَ قادراً على الكلام . إنه يرسم خريطة غريبة ، ويقودك إلى بلد الثلوج لتحاصرك الدببة والذئاب القطبية .
لو أنتظرت أياماً فستغدو شحاذاً . إنهم يكرهونك ولا يريدون لك مجداً . انصتْ : رحلتك ستكون عاصفة في التاريخ . قارة تخرجُ من الماء لتمتلئ بالأشجار والثمار . طوفانُ تجارةٍ سينهمر لتزدهر مدنٌ وشطآن .إذن حطم الزجاجة الفارغة لتبدأ رحلة عظيمة !
ـــ إذن سأودعك هنا . يعزُ عليّ أن نفترق بعد سنوات مليئة بالحب .
في الصباح حملت معداتك الصغيرة والخفيفة: الخرائط والكتب وآلات البحر . كان ينظرُ إليك بحرقةٍ عند عتبة الباب . بكى . رأيتَ دموعه تنهمر وعينه تحمر . قلبك يندفُع إليه . .
يقول:
ـــ لا أستطيع أن أتركك لوحدك مع هؤلاء .
تضمهُ بود:
ـــ جعلتَ من هذه الرحلة كارثة قبل أن تبدأ !
معاً تقتربان من السفن . إنها حقاً كتلٌ عملاقة ، أشبه بمدن صغيرة تنسابُ فوق اليم . ثمة صوارٍ كثير فيها . وها هو جيشُ البحارة يتطلع إليك باستغراب: رجلٌ كهلٌ ، مهلهلُ الثياب ، يضع كوفية ضاعت ألوانها ، وتتدلى منه لحية خشنة ، وليس معه أي سلاح ، ويريد أن يقودَ هذه الكوكبة من سفن أوربا إلى الشرق !
أدخلوك على قائدهم . رجلٌ يلبس ملابس غريبة مزركشة . شابٌ ناري العيون . صافحك بقوة . وراح يتمعنُ في أدواتك البسيطة مندهشاً . نادى على آخرين فراحوا يتفحصونها بدورهم . جلبوا لك مترجماً ، وسمعت الربان يقول:
ـــ الآن تبدأ صداقة جديدة بين الشرق والغرب ، وأنت تدشنها أيها الشيخ الجليل !
لم تستطع إلا أن تهتز فرحاً . الأبواق تصدح ، وحماماتٌ في الأعالي ، ثم انفجرت قذيف مدوية في الفضاء . وعلى مرمى النظر راحت المدينة تحتفل باللقاء . اندفع الزنوجُ في الطرق ورأيتَ النساءَ ذوات الملابس المزهرة الزاهية يرقصن وأغصان الشجر والورد ، وتعالت سحبُ الدخان من الأكواخ والبيوت .
انتفخت الأشرعة بالرياح ، ومددت يدك نحو الشمال . دهش البحارة والربان وأنت تأخذهم بعيداً عن الشرق .
دخلت كبينتك الفخمة . رأيت نجماً يحدقُ في الغابات العذراء القادمة.
ـــ أرأيتَ أن كل شيءٍ يمرُ بسلام ؟ ! وبعد أسابيع سوف نتمرغ على رمال شواطئ الهند ونرتوي من ينابيع لذتها . .
مضى يومان ثم عدلت مسارَ السفن نحو الشرق . امتلأت الأشرعة بهواء المحيط وراحتْ تسبحُ بانسياب نحو الشرق .
كلُ شيءٍ لديهم يثير استغرابك . عالمٌ غريبٌ وجديدٌ يولد . أدوات مختلفة ، أحياءٌ كثيرة تــُصطاد وتــُفحص وتــُرسم . محارٌ يـُفلق ويوضع لحمه في زجاجات , لؤلؤ صغير يثيرُ جدلاً صاخباً ، يشيرون إلى جهاتٍ بعيدة . خرائط كبيرة موضوعة على الحوائط يُرسم عليها المسار . عملهم لا يدل على تجارةٍ فقط . بدأ خوفك .
جلست مع الربان على مائدة العشاء ، طالعك المترجم قائلاً:
ـــ أنت تعرفُ جيداً بلاد الشرق ؟
تمتمت:
ـــ بعض . . الشيء . . !
ـــ يقال إن لديك كتباً عن البحار . هل معك نسخاً منها ؟
ـــ نعم .
ـــ سوف أجلسُ معك لأسجل كلَ ما تعرفه أيضاً .
ـــ ولكن . . لكن لم نتفق على هذا ؟
ـــ كل شيءٍ بثمنه . . لم تخاف ؟ نحن نريدُ أن تحفظ هذه المعلومات الثمينة . أوراقك تندثر هنا . سوف نترجمها ونبقيها مدى الدهر .
وقبل أن تقولَ شيئاً كانت دفاترك بيده لكن استعصى عليه فهم أشعارك .
لا شيء سوى البحر والريح . امتدادٌ أزرق لا متناهٍ . أنت الآن في قبضة أخطبوط ناعم شفاف يلتفُ وكأنه يرقص . أفواهٌ تسأل عن جلفار وأوال . يرصدون كلَ حجر . يسجلون أي نأمة . هل هؤلاء تجار ؟!
عيونُ نجمٍ تطالعك برثاءٍ قاس . لم تستطع أن تبلعَ أكلهم الغريب . تقيأت . هل هو دوار البحر أم دوار السنين ؟
خطفوا كتبك وأدواتك . تستطيع أن تقودهم إلى مملكة الدببة في الجنوب ولكنك مذعور . أيها المتشبث الرهيب بالحياة !
عيونُ نجمٍ تطالعك في المساء . ظلمة تبتلع آهاتك . أخدودٌ عميق تنهارُ فيه ولا حبل ، ليس مجداً ولكنه عار .
تخافُ أن تعلن عن شكوكك . نجمٌ سيرثيك ويقرصك . هل لا بد أن تتعلم الآن من الفتيان ؟ هل ضاع العمر في الماء ولم تعرف شيئاً عن المدن والغزاة ؟ لمَ لمْ تعلم زوايا طلوع الأعداء ؟
إنهم فرقة استطلاع تكتشفُ كلَ شيءٍ . وأنت حارسُ الماء أعطيتهم مفاتيحه . ألا ترى الموجَ يصطخبُ ؟ الآن لا ينفعُ الندمُ ولا البكاءُ . ورأسك يفقد الأجوبة . تدورُ الأشياءُ ، يغدو المحيطُ جبالاً ترتمي على وجهك . تسقطُ . ترى نفسك عند قلعةٍ هرمة على الخليج . عجوزٌ أبيضّ جلدهُ . تتساقطُ عليه الحممُ . لا القلعة تؤويهِ ولا الأشجار التي تحترق .
يا للعنة ! الدوار من جديد . تقيأ نبيذك وأيامك .
لو أن هذا الماء ينبثقُ فجأة عن أرضٍ فتتسربُ إليها أو يبزغ طريقٌ وعرٌ بين الماء ؟ كم يبدو مصيدة بلا حدود . كيف هو كبير وقاس إلى هذه الدرجة ؟ ألا يراعي حق الرفقة ؟
يأتي النهارُ ونجمٌ يدعوك للراحة . « دعني أيها الفتى ، البحر ليس كالبر ، ونفسي الآن تهفو لزجاجة أو امرأة . خائف من هذه الأشرعة المندفعة كالبركان . ».
نجمٌ هو الوحيد الذي يمكنه أن يسري عن نفسك . دعه يخدعك قليلاً، دعه يقولُ إنك مصيب ، وأن الناس سترقصُ فرحاً على الشواطئ .
« أي لقاء هذا وأي مجد ؟ لو كان بإمكاني أن آكل أصابعي أو ألقي بنفسي في المياه ! ».
ترنح على الخشب وحاول أن تهدأ وتنام . أين ذهب الشاطئُ الجميلُ والنبيذ والغاباتُ والحوانيت ؟ لماذا لا ترسم سوى هؤلاء البحارة الغلاظ المدققين في صمتك ؟
ها هي جزيرة كبيرة تدنو . قرى صغيرة وقطعان من الماشية وحقول واسعة . كم مرة جئتَ إليها ورسوتَ. تعرف رجلاً عجوزاً طيباً صاحب حانوت ، وقرية صيادين تتدلى فوق أحجار . هل تسنحُ الفرصة للتسرب إلى بيوتهم الصغيرة المتوارية ؟
تتوقف السفنُ وترى قواربَ صغيرة تنسلُ منها نحو الجزيرة . فجأة ترتجُ السفينة بعنف ، ثمة قطعة نارية انبثقت منها . لعلها تفجرت خطاً . لكن قطعاً أخرى تومضُ وترعدُ في الجو . تحدقُ في الجزيرة المشتعلة . القواربُ تصلُ ويندفعُ البحارة سيلاً مسعوراً من الشهوة المدججة بالسلاح.
تتجمدُ أصابعك على الخشب . ويكفُ لسانك عن الوجود !
إن العقد لم ينقض . إنه ينصُ على أن توصلهم إلى البر الكبير البعيد. هل طلبتَ أن لا تستباح جزيرة أو أن لا تسمع صيحات نساء ينتهكن في عرض الطريق أو أن لا تحمل القوارب قطعان الماعز ونقود الصيادين ؟
انتظر الآن استباحة الساحل الكبير !
نجمٌ يندفعُ صارخاً بين دهشة البحارة . أنت تعلنُ الصمتَ التام . فليتوجهوا أينما يريدون . لم تعد لك علاقة بهم . صافحت تجاراً وليس قراصنة . قدمت قنطرة لغريق فإذا هو تمساح . كنْ مضرباً عن الكلام .
يأتون إليك ، يبعثُ لك الربان . يملأ القطنُ أذنيك وأنت تسمعُ تأوهات البحارة فوق النسوة . طابورٌ طويلٌ ينتظر دوره . خرافٌ تـــُذبح وتسلخ وتتفاقم رائحة الشواء والنبيذ . معدتك تتلوى ألماً . لا تريد سوى أن تذوبَ في الشاطئ . هذه التأوهات ستغدو رفيقة أحلامك . جثتا امرأتين تــُـلقيان في البحر .
هذه المياه كم رأت لصوصاً كثيرين ، قراصنة ، نخاسين ، تجاراً ، سيلاً من البضائع والسيقان والدماء . كنتَ تتطلعُ ببرودٍ إلى العبيد وهم يُصفدون في القاع ويُرسلون إلى بلدك .
ثمة شيء كان يطفو في نفسك وسرعان ما يركزُ في القاع . والآن يندفعُ متفجراً !
يأتون إليك كي تفتح الجهات الموصدة . صمتٌ مطبقٌ . لو صرتَ جثة في هذه اللحظة فلن يهم . لتمت ، شبعت من الحياة . الربانُ يهددُ. ينتزعون نجماً ويربطونه على أحد الصواري . يمزقون ملابسه ، تنهالُ السياطُ الضارية عليه . تأكلُ من جسمه وتشرب الدم.
ـــ ستتكلم أيها العجوز المأجور !
ما الفائدة من الصمت ؟ بضعة أيام وتلوحُ أنوارُ الشاطئ ، نجم قد يموت ، فتى طازجٌ يانعٌ كالزهر . أظافرهُ تكتبُ على الصاري بلون قانٍ . يصرخُ : لا تتكلم ! هذا هو شرفنا الأخير أيها الكهل !
لن أكابر . دفأت الثعبان في صدري . أعطيتهم لحمي لكي يبيعوه مسمماً . لماذا صار النبيذُ دماً والماءُ مستنقعاً وفخاً ؟ أصابعي تجمدت ، ولساني لم يعد ينهض . لن أدعك تموتُ أيها النجم الوحيد في هذا الأفق المظلم حتى لو طاردتني أحجارُ الأرامل وعصي الشيوخ في المدن . لن أدع هذه العظام تتحطم .
لماذا انطفأت الحواسُ فجأة وجف نبعُ الشهوة ؟ دماء النساء هنا قرب قدمك ، وأصواتهن غرقت في المياه . استحالت الجزيرة إلى خيوطِ دخان ، أي أفق سيكون ؟ سفنٌ ، جيوشٌ قادمة ، زوابعٌ من خشب وحديد ونار ، تنهمر في الجزر والمدن ، سيولٌ تحرثُ الأيدي المتشبثة بالزرع ، أي عالم مجنون ؟ لا بد أن تصل إلى الشاطئ وتقول: تعكز على هذا الشاب الجريح وأصرخ . غير الأوراق لتبدأ السيول.
ــــــــــــــــــــــ ツ 4 – سهرة «قصص»، 1994.
❖ «القصص: السفر – سهرة – قبضة تراب – الطوفان – الأضواء – ليلة رأس السنة – خميس – هذا الجسد لك – هذا الجسد لي – أنا وأمي – الرمل والحجر».
المقالات العامة
- جذور_الرأسمالية_عند_العرب
- عبدالله_خليفة : القرامطة .. الجذور التاريخية
- عبدالله_خليفة : كائنات مستأنسة
- عبدالله_خليفة : ما هو حبل الله؟
- عبدالله_خليفة : إنساننا البسيط المتواضع
- عبدالله_خليفة : إيران بين الحصارِ والتراث
- عبدالله_خليفة : الدولةُ والدكتاتوريةُ الروسية
- عبدالله_خليفة : الرقص ودلالاته الاجتماعية
- عبدالله_خليفة : حلقي مليءٌ بالنارِ على وطني
- عبدالله_خليفة وداعاً صديق الياسمين
- عبدالله_خليفة وطنيون لا طائفيين
- عبدالله_خليفة إعادة إنتاج العفاريت
- عبدالله_خليفة الماركسية الأديان
- عبدالله_خليفة الإنتاجُ الفكري وضياعُهُ
- عبدالله_خليفة الانتهازيون والفوضويون
- عبدالله_خليفة تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- عبدالله_خليفة عدم التطور الفكري وأسبابه
- عبدالله_خليفة: تطورات الرأسمالية الحكومية الروسية
- (علمية) فيورباخ وتوابعهُ
- مكونان لا يلتقيان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفــق ـ مقالات 2008
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قراءة جديدة لظاهرات الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بلزاك: الروايةُ والثورةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تنوير وتحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- 𝓐𝖇𝖉𝖚𝖑𝖑𝖆 𝓚𝖍𝖆𝖑𝖎𝖋𝖆 𝓦𝖗𝖎𝖙𝖊𝖗 𝒶𝓃𝒹 𝓝𝖔𝖛𝖊𝖑𝖎𝖘𝖙
- في الأزمة الفكرية التقدمية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- قد بيان الحداثة لــ أدونيس
- قصة الأطفال عند إبراهيم بشمي
- قصص من دلمون
- كتاب ايديولوجي لعبدالله خليفة
- كريستين هانا
- لينين في محكمةِ التاريخ
- لينين ومغامرة الاشتراكية
- من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- من ذكرتنا الوطنية عبدالله خليفة
- موقع عبـــــــدالله خلــــــــيفة على You Tube
- ماجستير الأدب البحريني ـ آثار عبدالله خليفة
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا
- مبارك الخاطر: الباحث الأمين المسؤول عن بقاء الضوء في الماضي
- محمود أمين العالم والتغيير
- محمد أمين محمدي : كتب – عبدالله خليفة
- مراجعة للعنف الديني
- مراجعةٌ للعنفِ الديني
- مستويات السرد .. الدلالة والسياق عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- مسرحية وطن الطائر
- مسرحية الأطفال عند علي الشرقاوي
- نموذجانِ مأزومان
- نحن حبات البذار
- نحن حبات البذار عبدالله خليفة
- هل حقاَ رحل صاحب القلب الأبيض؟
- وهي قد تكسرُ البشرَ وخاصة المبدعين والمثقفين!
- وعي محمود إسماعيل
- وعي الظاهر والباطن
- وعبادةُ النصوص
- يوسف يتيم : دراسة تطبيقية لرواية الجذوة على ضوء المنهج الواقعي
- يحيى حقي: كتب – عبدالله خليفة
- أيوب الإنسان : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- أخوان الصفا
- أدب السجون: إجابة على أسئلة جريدة الوطن
- أدب الطفل في البحرين
- أزمة اليسار
- أسلوب القصة عند الجاحظ في (البخلاء)
- أسلوب الإنتاج الكولونيالي أو رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي
- أسباب الانتهازية في اليسار
- إنتاجُ وعيٍ نفعي مُسيَّس
- إحترام تاريخ اليسار – كتب: عبدالله خليفة
- الفكرة ونارها : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- القائد والمناضل عبـــــــدالله خلــــــــيفة مفكراً وأديباً وروائياً بحرانياً
- الكلمة من أجل الإنسان
- الليبرالية في البحرين
- المفكر اللبناني كريم مروة
- المنبتون من الثقافة الوطنية
- المذاهب الإسلامية والتغيير كتب : عبـدالله خلــيفة
- المرأة والإسلام
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي
- الوعي والمادة
- الوعي الجدلي في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
- اليسار في البحرين
- اليسار في البحرين والانتهازية
- اليسار والميراث الديني
- اليسار البحريني يخسر «عفيفه الأخضر»
- الأعمال الصحفية الكاملة. أفـــــق، 2024
- الإسلام السياسي كمصطلح غربي
- الانتهازية الفكرية عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الاسلامية.
- البطل الشعبي بين الماضي والحاضر
- التحرير تبقى عاليا ومضية كتب عبدالله خليفة
- التضحوي والاستغلالي
- التطور الفلسفي العربي الحديث المبكر .. عبــدالله خلــيفة
- الحدثُ الأوكراني ودلالاتُهُ الديمقراطية
- الحربائيون
- الرواية الخليجية لم تتجذر في الأرض بعد
- السودان بحاجة إلى الديمقراطية والسلام
- الساقطون واللاقطون ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- الصحراويون والزرع
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين
- العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- انتصار للطبقة العاملة في العالم بتنصيب الرئيس لولا دي سيلفا رئيسا للبرازيل
- اتحاد الكتاب العرب في سورية| ينعي الأديب البحريني عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- بيع كتب ومؤلفات عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تناقضات الماركسية – اللينينية
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- تجاوز الشللية والقرابية ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- تحدياتُ الحداثة في الوعي الديني
- تحدياتُ العلمانية البحرينية
- تداخلات جبهة التحرير والمنبر الديمقراطي – كتب : عبدالله خليفة
- تعريف العلمانية
- تعريف العلمانية عبدالله خليفة
- ثقافة الانتهازية: كتب – عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- جمعية التجديد الإسلامية
- جورج لوكاش … تحطيم العقل !
- جبهة التحرير الوطني البحرينية باقية والمنبر التقدمي شكلٌ مؤقت وعابر
- جذور الرأسمالية عند العرب
- حكمٌ دستوري وإلهٌ عادلٌ
- حوار مع الكاتب عبـــــــدالله خلــــــــيفة: المؤلف الجيّد عاجز عن الوصول الى الناس
- حوار مع عبدالله خليفة
- حوار المفكر العلماني صادق جلال العظم
- رفاق الطريق
- رفعت السعيد والسرد السياسي
- روسيا ودعم الدكتاتوريات
- روسيا الدكتاتورية
- رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي ــ أو أسلوب الإنتاج الكولونيالي
- سردية الانكسار والانتصار في رواية «التماثيل» : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- صراع الطوائف والطبقات في فلسطين : كتب-عبدالله خليفة
- ضيعة الكتب ضيعة كبيرة. أصدقاء الكاتب لا يعرفون عناوين كتبه.
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة : عبدالله خليفة
- ظهور المادية الجدلية: كتب- عبدالله خليفة
- علي الشرقاوي
- عودةُ الحداثيين لطوائفهم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة .. الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : «الكلمة من أجل الإنسان»
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : في الأزمة الفكرية التقدمية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فيلم الشاب كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فالح عبدالجبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فصيلٌ جديدٌ لا يعترفُ بالحداثة وقوانينها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : قانون الإنتاج المطلق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كلمة من أجل الكاتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كاتب أدبيات النضال
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لولا تخاذل الحداثيين ما جاء الطائفيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لويس أرمسترونغ ــ موسيقى الحياة الوردية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ملاحظات حول مجموعة ــ الفراشات لأمين صالح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من ذاكرتنا الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : منعطفٌ تاريخي للعرب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ميراث شمولي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نقادٌ مذعورون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نضال النساء في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : و(الفولاذ) بعناه!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : وردة الشهيد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفـــق ـ مقالات 2010
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أن تكتب الأدب في السجن
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أسباب تمكن الحركات الطائفية من الاختراق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أشكال الوعي في البنية العربية التقليدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إنّهُ المثقفُ العضوي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إعادة تشكيل الأسطورة الشعبية في ساعة ظهور الأرواح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفقه والدكتاتورية المنزلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفنون في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : القصة القصيرة الطلقة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكلمة من أجل الإنسان ــ كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكتابة وظروفها إجابة على أسئلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المناضل والأديب والإنسان ــ تقديم المحامي عبدالوهاب أمين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المنبتون من الثقافة الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المثقفون العاميون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المجموعة القصصية ــ ضــــوء المعتــــــــــــــــــزلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المرأة بين السلبية والمبادرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : النساء وضعف الخبرة السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليهودُ من التراث إلى الواقع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ الديمقراطي واليسارُ المغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأفكار والتقدم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأديان والماركسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الإصلاحيون الإيرانيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البنية والوعي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البناء الفلسفي في أولاد حارتنا
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البرجوازية والثقافة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التفككُ الثقافي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التبعية للدينيين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثقافة والمثقفون البحرينيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثلاثة الكبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الحداثة مشروعان فقط
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدكتور عبدالهادي خلف مناضل أم ساحر؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدين والفلسفة عند ابن رشد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرموزُ الدينيةُ والأساطير
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرهان على القلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الراوي في عالم محمد عبدالملك القصصي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الساقطون واللاقطون ــ المنبر اللاتقدمي مثالاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الشاعر الكبير يوسف حسن و زهرة الغسق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العقل والحريــــــــــــة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العلوم والإنتاج والفلسفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العمل والعمال والمصنع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العائلة والديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تنوير نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكل الماركسية أم الماركسيين؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تطورٌ حديثٌ حقيقي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تعدد الزوجات والحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جورج لوكاش وتحطيم العقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جذور العنف في الحياة العربية المعاصرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : حكاية أديب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : خفوتُ الملاحم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رموز الأرض
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : روحُ الأمة!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رأس المال الحكومي الشرقي – الطبقة العاملة في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : شقة راس رمان التي عاش فيها 21 عاماً وتوفى فيها.
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : صراع الطوائف والطبقات في فلسطين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ظهور المادية الجدلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : علم الحشرات السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عن الديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عالم قاسم حداد الشـعري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عبادةُ الشخوص
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كاتب وروائي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة الأعمال الكاملة القصصية والرواية والتاريخ والنقدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة السيرة الذاتية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: كلنا إسلام سياسي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: لينين في محكمةِ التاريخ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أفكار سياسية دينية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ألفُ ليلةٍ وليلة . . السيرة السحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أغلفة الكتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: النظر بموضوعية في تاريح الإنسان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الوعي الديني والبنية الاجتماعية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأيديولوجيات العربية والعلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأزمة العقلية للثورة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الانتماءُ والغربةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الباحث عن أفق تنويري عربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الخيال والواقع في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الرمزيةُ وأهميتُها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: العصبيةُ والعمرانُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بؤرةُ الوهمِ قديماً وحديثاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تفتيتُ المكونات
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تبعية العلمانيين للدينيين ــ جذورها ونتائجها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحليلٌ لكلامٍ مغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تدهور مكانة المرأة واتساع الرقيق✶
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تركيب حضاري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تطور الوعي الديني في المشرق القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ثرثرةُ الوعيِّ اليومي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: حريات النساء مقياس للديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دعْ الإنسانَ حراً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: رؤيتان للدين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سبينوزا والعقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سذاجةٌ سياسيةٌ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة【تفتيتُ المكونات】
- عبـــــــدالله خلـــــــيفة : مسيرة نوال السعداوي
- عبـــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ والتكويناتُ الاجتماعية الدينية
- عبــداللـه خلـــــيفة . . الأقلف والبحث عن الذات
- عبــدالله خلـــــيفة .. مقاربة الشعر الجاهلي
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لــ طه حسين
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لـــ إسماعيل مظهر
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة لدى الطهطاوي
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة عند سلامة موسى
- عبــدالله خلـــــيفة: إبراهيم العُريّض ــ الشعر وقضيته
- عبــدالله خلـــــيفة: المثقف العربي بين الحرية والاستبداد
- عبـدالله خلــيفة: عرضٌ ونقدٌ عن أعماله
- عبد الله خليفة: كانت الكلمات عاجزة عن البوح
- عبدالله خليفة
- عبدالله خليفة “الساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها”
- عبدالله خليفة .. كي لا يُدفن مرتين !
- عبدالله خليفة : وحدة الماضي والمستقبل
- عبدالله خليفة : الاشتراكية والمستقبل
- عبدالله خليفة : البحرين في بدء التحديث
- عبدالله خليفة : التنوير الاجتماعي عند فرح أنطون
- عبدالله خليفة : التنوير الرومانتيكي عند جبران خليل جبران
- عبدالله خليفة : العقل والديمقراطية في وعي جورج طرابيشي
- عبدالله خليفة : بوخارين ومصير روسيا
- عبدالله خليفة : تنوير لويس عوض
- عبدالله خليفة : تنوير يعقوب صروف
- عبدالله خليفة : صراع اليسار واليمين في الإسلام
- عبدالله خليفة : صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية – المجلد السابع
- عبدالله خليفة – الأعمال النقدية – المجلد الثامن
- عبدالله خليفة – الأعمال التاريخية
- عبدالله خليفة – الأعمال الروائية – المجلد السادس
- عبدالله خليفة قبل رحيله: المحن مؤذيةٌ وصعبة
- عبدالله خليفة كل الأشجار
- عبدالله خليفة من أجل الشعب اولا
- عبدالله خليفة نفعية في الكتابة
- عبدالله خليفة وقضية المرأة في الرواية الخليجية
- عبدالله خليفة يكتب عن نجيب محفوظ
- عبدالله خليفة أحد أهم الكتاب المخلصين لتجربتهم الفكرية
- عبدالله خليفة أزمة اليسار
- عبدالله خليفة إشكالية البحر والواقع
- عبدالله خليفة المخادعون
- عبدالله خليفة الوعيُّ القرآني قفزةٌ نوعي
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية
- عبدالله خليفة الأعمال النقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الإسلامُ ثورةُ التجار
- عبدالله خليفة الجمهورُ و(الغوغاء)
- عبدالله خليفة الحلال والحرام في السياسة الراهنة
- عبدالله خليفة الرعب من الحب
- عبدالله خليفة السحر والدين
- عبدالله خليفة العقل والحرية
- عبدالله خليفة اسكرايب
- عبدالله خليفة جريدة النور
- عبدالله خليفة رائد الثقافة التنويرية البحرينية
- عبدالله خليفة عن المرأة
- عبدالله خليفة.. تحطيم الصورة وتكوينها
- عبدالله خليفة… حياته
- عبدالله خليفة: في التطورِ العربي العام
- عبدالله خليفة: فائض القيمة البحريني
- عبدالله خليفة: القحط في زمن النفط
- عبدالله خليفة: المسكراتُ وأحوالُ السياسة
- عبدالله خليفة: المغامرات اللغوية أبعدت القارئ عن الرواية
- عبدالله خليفة: الوعيُّ العربيُّ وتطوراته
- عبدالله خليفة: العربُ ونقدُ الواقع
- عبدالله خليفة: تنوير تقي البحارنة
- عبدالله خليفة: تنوير حسن الجشي
- عبدالله خليفة: تناقضات الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: تباين طرقِ التطور العربية
- عبدالله خليفة: شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- عبدالله خليفة: صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: ضعفُ العقلِ النقدي
- عبدالله خليفة: عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فائض القيمة والاقتصاد السبعيني
- عبدالله خليفة: عبيب «مأكول خيره»..!
- عبدالله خليفة: عبدالناصر كإقطاعي
- عبدالله_خليفة الثلاثة الكبار
- عبدالرحمن بدوي

