رآه يحدقُ بهِ وقد استندَ على جدارِ بيتٍ شائخ . ساعدتهُ عصاهُ في الوقوف ، وأخذ يتفرسُ فيه ببصرهِ التعب ، وقد وضع يده فوق عينيه مظلة من عظامٍ ناتئة .
كانت الشمسُ قد مالتْ قليلاً عن كبدِ السماء ، وامتد البحرُ الساخنُ إلى أفقٍ لا يحد .تراقصتْ أضواء الشمس في أ‘ماقهِ فصار ينتفضُ بالبريق من وقتٍ لآخر ويلهثُ بأنفاسٍ حارة لافحة .
تلطع على البيوت فأبصرها مغلقة وقد راحتْ مكيفاتها تهدرُ في الطرقات . ليس ثمة سوى مجموعةٍ من الأطفال يلعبون تحت ظلِ عمارةٍ كبيرة وكأن الشمسَ ضربت الحصارَ على المدينة فاقفرت الطرقُ وأغلقت الأبواب .
سحب القاربَ ببطءٍ وشم جلد البحر الناضج . مسعَ الموجَ يوشوشُ الأحجار . كانت أصابع الماء البيضاء تظهرُ في الأ‘الي وتظلُ تتقدمُ حتى ترتمي واهنة تحت اللسان الحجري الممتد في الماء أو على الشريط الأسمنتي الذي تقفُ عليه المنازل ، تتلمسُ الأحجارَ لحظة ثم تتفتت وهي تضحكُ كأطفالٍ يصلون إلى نهاية سباقٍ طويل .
وضع السطلَ في القارب . دسَ يدَهُ في الماءِ فارتعش من برودته . وتلمس العلبَ وهي مترنحة فوق بعضها البعض فوجدها تسبح ثم تغطس بسعادة . تخيل الأصدقاء وقد تمددوا على رملِ الجزيرةِ الصغيرة ، وقد تصاعدت النشوة في رؤوسهم فتراقصت أضواءُ المدينة البعيدة كفيلمٍ تمثله ساحرات فاتنات . أتت الأمواجُ واستقلت بين اقدامهم وراحت تدغدغها . .
رآه يتزحزحُ عن الجدار ، هيكلاً عظمياً يتقدم بعسر . ساعدتهُ العصا قليلاً والأرضُ المتسوية . أين يريدُ أن يمضي ؟ بل ما الذي دفعهُ إلى التحجر عند الشاطئ وترك حجرته الآمنة ؟ !
وضعَ صندوقَ الأكلِ وغطاه جيداً . تسربتْ رائحة اللحم إلى انفه فودَّ لو تبدأ الرحلة الآن كي يتمضمض بالبيرة ويحكُ ظهرهُ برمل الشاطئ وهو يشمُ رائحة الشواء وينصت إلى الأحاديث الشجية..
إنه يقتربُ ، قد قامر بصعود اللسان الحجري ، وبدا كمن يجمعُ أنفاسهُ المبعثرة ، وفي بالهِ هدفٌ جليلٌ لا بد من تحقيقهِ . .
كيف سارت الحياة هكذا ؟ أهذا الرجلُ المشوهُ كان ذات يومٍ عملاقاً لا يُردُ له قرارٌ في المنزل ؟ ! أهو نفسه الذي ابعدهُ عن الجامعة والقاهُ في الغابة الوحشية ؟ !
ووقفَ فوق رأسه . طقطقتْ عصاهُ فوق الأسفلت وتصاعد زفيرهُ ، وتلمستْ عيناهُ القاربَ بحنو ، لعلهُ يريدُ نقوداً . إن نقودَ التقاعد التي حصل عليها لا يعلمُ بها أحدٌ . خبأها في بنكٍ من البنوك ومضى يتسلفُ منهُ ليصرف على لذاتهِ الصغيرة المخبأة . والآن ماذا يريدُ ؟ إذا مدَ يدَهُ من أجل المال فسيشتمه.
أحس بأنفاسِ الشمسِ المتلهبة تخزُ وجهَهُ . أبعدَ عينيه عنه وتطلعَ إلى الشاطئ فرأى مجموعة من الألواح المحطمة والثياب تطفو فوق الماء وتقتربُ من البر . سمعَ الأمواجَ تؤنبُ الأحجار . وصاحَ طيرٌ حزينٌ في السماء .
- ماذا تريد . . . ؟
ودهش لأنه تلفتَ نحو البيوت ، لكأنهُ يخافُ أحداً من التنصتِ إليه ! ولكأن العزيزة المفقودة حطمتها السنون بفؤوسها القاطعة .
تطلعَ إلى وجههِ فرأى حجراً بحرياً درسهُ الموجُ والرياح العاتياتُ وسكنتهُ الكائناتُ الجائعة الضارية . . وبدت العينان الصغيرتان كقنديلين متوهجين في غبةٍ ظلماء .
ورآهُ يرمقُ البحرَ كعاشقٍ اضناهُ الهوى . تدلى الصمتُ ، وودَّ لو يريحهُ بطلبهِ المعتاد حتى يقذف في وجههِ النقودَ ويمضي مبتعداً . لا بد إنه يريدُ شراءَ زجاجة أضنتها الأيدي في بيتٍ من بيوت السعف . سيخبئها في جيبهِ ويسيرُ متمهلاً في الأزقة حتى يبلغَ المنزل فيدلفُ إلى حجرتهِ ويغلقُ الباب . سيتصاعد صوتُ نهامٍ قديم ، وسترفرفُ طيورُ البحر ، وربما تصاعدت غمغمته ويرتفعُ غناؤه فجأة !
لا بد إنه تعاطى مادة غريبة فجعلته يهذي . أكانَ لا بد للصمتِ والسكون أن يتصدعا بهذه الصورة ؟
- خذني إليه يا ولدي . إنني لم استعطفك مرة واحدة ، ولم امد يدي إلا الآن . إنني أشحذُ قطرة من الماء ولمعة صغيرة من الضياء . إنني اشحذ لمسة يدٍ في هول البحر ونهمة نهام في سكون الليل . أنس الأصحاب والأحباب وتذكر إني جئت إليك ابغي كلمة حب . كلمة حلوة في هذا الويل ، في هذا القيظ . أبغي نظرة وداع .
شيئاً فشيئاً جلس على الأرض وتمدد . وتألقتْ عيناه بدمعةٍ حائرة . يا له من جفنٍ تحجر ! كيف تسربتْ الدموعُ من هذا الجلد الناضب ؟ وأحس بشيءٍ ينمو في اعماقه . اطل كالبراعم ورفعَ رأسَهُ إلى السماء ، اشرأب إلى النور وبدأ يرتفعُ عن الحضيض . . تذكر لياليَّ الشتاءِ وصدرَهُ الواسع وحكاياتهِ عن البحر والأسماك والأعماق الغريبة ، والقهوة التي راح يحتسيها بلذةٍ . وأبصره يقودهُ إلى المدرسة وهو يرتجفُ خوفاً ولكنه يهدأهُ ، ويريهِ الحقيبة والقلمَ الطويلَ فيختفي في حضنهِ ، ورآهُ قادماً من العمل متسخ الثياب فتعلقَ بساقيه وبحثَ عن ثمرة ، عن عروسةٍ نصفِ محطمة . . وهو يضحكُ ويخبئُ الشيء بين يديه وخلف ظهره .
تطلع إلى القاربِ والسطلِ والصندوق وتذكر أصدقاءه المنتظرين والليلة الرائعة والساحل الناعم الأبيض ووشوشات القمر وقطعَ الحطب المحترقة تحت اللحم وألسنة النار الفتية وأسراب الشرارات المتطايرة ، وهذا العجوز المتق ولغته التي استعارها من وهجِ الخمرةِ وانطفاءِ العمر . . فنهضَ وفكر في المساء القريب ، وتطلعَ غلى البيوت التي بدأت تفتحُ أبوابها ، وإلى الناس الذين اخذوا يسربون إلى الطرقاتِ فأيقن إنه يجب أن يتخذ قرارَهُ بسرعة .
ركبَ القاربَ فشاهد الأخشابَ وقطعَ الثيابِ تحاذيه ، كانت الملابس ممزقة . ويبدو إن عاملاً قد أصيب . إنها زرقاء قاتمة متسخة ببقعِ القار والزيتِ والدم .
- تعالْ أنزل ْ !
جاء العجوز بين الألم والفرح ، واستقر في المقدمة ز اهتز القارب وتكسرت المياه من تحته . .
2
كان يغرفُ الماء بيده ، ويدعهُ ينسابُ من بين أصابعهِ ويرنو إلى الأزرق الممتد كما لو كان بيتاً قديماً عاد إليهِ بعد غربةٍ طويلة . أخذت المدينة تتضاءلُ خلفَهُ ، وراح البحرُ يتمددُ ويتسع ، وهبتْ نسائمٌ منعشة ، بينما تراخى قوس الشمس المشدود وتساقطتْ سهامها بعيداً .
كان يتفرسُ في الماء مدققاً ، وكأنهُ يقيسُ أبعاده أو يتعرفُ إلى ملامح وجهه القديمة . ثمة بسمة فرحة ترفرفُ في عينيه ، كرجلٍ يطرقُ بابَ اصدقائهِ القدامى ، فيشعُ وجههُ بالبشر منتظراً بين لحظةٍ وأخرى أن يبرزَ وجهٌ عزيزٌ حبيب .
اختفتْ المدينة ، وتمطى البحرُ في كل الجهاتِ ، وتراقصَ الزبدُ وراء القاربِ كخطٍ أبيضَ من طيورٍ تغوصُ قليلاً قليلاً . ودسَ يدَهُ مجدداً في السطل ووجد أن البرودة لم تفترْ بعد . أي ضيقٍ سيصيب أولئك المعلمين نتيجة لتأخرهِ ؟ ! لا بد انهم سيغرقن في الضحك حين يعرفون الطابعَ المجنونَ لنزهتهِ .
وولكن ها هي الطمأنينة تدخلُ قلبَ العجوز وها هو يمتعُ ناظريهِ باطلاله غير المرئية . ها هو يتلمسُ بقعة من الزيت . يتطلعُ إلى كلِ الجهات ، لا أحبابَ هنا ، ولا سفناً ولا لآلئاً ولا تحيات للجميع ولا زغاريدَ فرحٍ .
ايقن إن العجوزَ قد شبعَ من الذكرى فقال :
- ها قد انتهينا . .
فقاطعهُ على الفور :
- لا ! ليس بعد .
قالها كبحارٍ فتي يبحثُ عن مغاصةٍ جديدةٍ ملآى بالدرر . ربما بعثَ فيه البحرُ بعضَ القوة التي امتصتها المدينة . إنه يتمددُ بمهابةٍ ويحدقُ في الموجِ كأنهُ يقلبُ صفحاتهِ ويقرأهُ بيسر .
- اتجه إلى الشمال . . أدر الدفة قليلاً إلى اليمين . .
أين يريدُ أن يمضي ؟ هذا كلهُ ماءٌ ، فلا تختلفُ أية قطرةٍ عن أختها ، والقاعُ بعيدٌ مظلم لا يُرى ، والأعماق مجهولة للمبصرين فكيف بالشيوخ المعشيين ؟ !
إن رائحتهُ تفوحُ بالخمر وهو الذي أضناهُ بالضرب لعقبِ سيجارةٍ رآهُ في يدهِ . أين أبحر ذاك الزمانُ البعيد ؟
كان قد اختفى عن الناس ، واضطجعَ وراء القارب المقلوب على الساحل ، وأخذ يعدد الأمواجَ التي راحتْ تتسابق في الارتماء نحوه . ورشحَّ واحدة ضخمة بالوصول إليه . وقبل أن تصل رأى شيئاً يندفعُ نحوه . وإذا بعملاق يقفُ على أنفاسهِ ويمسكُ يديهِ ويربطهما بحبلٍ غليظ ويضربهُ على كفهِ ومعصمه فيرى العصا الغيظة ترتفعُ وتهوي بسرعة و(نوها) القاسي المبيض ينغرسُ في لحمهِ ، جاء صناعُ الشباك على أثر الصراخ وتدفقَ صبية من زقاق قريب ، نحوهما . صاح طالباً الرحمة ولكن كان الرجل قد جن .
يا له من وحش !
أخرج علبة دخانه الحديدية وتناول واحدة من سجائر اللف وأشعلها ويداهُ ترتجفان .
- ألم ننتهِ بعد ؟
سحب نفساً عميقاً . . عميقاً وبدا كما لو كان ملكاً يعودُ لعرشهِ .
- إن مقصدنا بعيد يا ولدي .
وغمغم حانقاً وفكر بأن ينفذ خاطرة قديمة عوت في نفسهِ . إن تنفيذها لا يحتاجُ سوى ضربة واحدة بهذه العصا الثقيلة التي يحملها هو ذاته ، ضربة تهوي على الرأس بقوةٍ وعنفٍ فيرتخي الجسدُ العظمي ويغوصُ في الأعماق . إلى متى يبقى هذا الشيخُ يطوفُ في الطرقات ويلقي بظلاله السوداء على الحياة ؟ متى يتلاشى برغباته الدنيئة وآماله المحبطة ؟ متى يزولُ بتسكعهِ وحشرجاتهِ وعكاكيزهِ ؟
- في هذا الطريق سرنا إلى الغوص للمرةِ الأخيرة . هي لحظة راسخة في النفس ، عميقة . تبدو لي الآن كما لو كانت تحدثُ حقاً . إنني أسمعُ أصوات الرجال وهم يجدفون . ها هي المجاديف تصفعُ الماء ، وأنفاس الرجال وأصواتهم تدبُ فوق البحر ، وصوت النهام ينطلق كأنه يصل إلى الشمس الحارقة . المجاديف تدفعُ السفينة والغناء والماء والآهات.. ألا تسمع الأصوات حقاً؟ ألا ترى السفينة؟
ونظر إليه . أهو يتحدثُ معه ؟ إنه يغمغم كما لو أصيبَ بهذيان مفاجئ ، والتفت فرأى سفينة بعيدة قادمة ، ولكنها ليست خشبية هزيلة ، بل سفينة حديدية ، لا شك أنها هائلة . إنه يقتاتُ على رممِ الأحلام ، ولكن متى يرحل ؟ إن الحجرة التي يشششغلها يمكن استغلالها كدكان . ومن يدري لعل لديه ثروة مخبأة . إنه مصرٌ على القاء حتى يرثَ الأرض . إن لديه طاقة غريبة على الصمود . .
- أظن إنها ليست سفينة من سفن الغوص . لقد مضى ذاك الزمان ، (النوخذا) و(الطواش) و(الغيص) واللآلئ والشطآن البيضاء والمصائد والينابيع والكلمة الطيبة . . كلها ولت . . كلها . .
اقتربت السفينة فرأى شاحنة زيت عملاقة . سمع أصواتاً حادة تتردد ، ولاحظ انبوباً يسكبُ زيتاً في البحرر ، تأوه طائرٌ غريبٌ متعبٌ في السماء ، ورفرفَ لحظة فوقهما ثم رحل بعيداً . واتجهت الشمسُ للغرب و وانتشرت غلالة فضية في الماء والتهب الشفقُ وأوشك حريقٌ أن يشتعلَ في الأعالي . .
فكرَ بأن يرجع . إن الأصدقاء قد يئسوا الآن . ويجب ا، يعود . إن الأمر يحتاج إلى تصرفٍ قاسٍ فهو بمجرد أن يدير الدفة يكونُ كلُ شيءٍ قد تغير . لقد تورط بإطاعة هذا العجوز الأحمق ، الذي جاء ليجتر ذكرياتهِ في صحراء شاسعة بلا أطلال . ربما تدلت كلُ الرمال . تغيرت الأعماقُ فتكدس الحديديدُ والحصى وعظامُ العمال . . ولكن . . تذكر تلك الليلة الباردة التي دفعهُ فيها خارج البيت ، وظل يرتجفُ برداً ويدقُ البابَ بألم . . وراح يصرخ (افتحْ ، أفتحْ) لكنه تركهُ ، وتجمع الجيرانُ وتساءلوا عن جرمهِ ، وتطوعت امرأة عجوز لإيوائهِ داخل بيتها ، لكنهُ رفض ، وحين ابتعد الناسُ وتراكضت الأشباحُ في الأزقة ، وبكتْ الغيومُ فوق رأسه ، وزمجر رعدٌ شرس في الظلام ، انطلق إلى بيت المرأة العجوز وهو يفتت قلبه كرهاً . . تذكرَ سيرَهُ الوئيد في ساحة المدرسة ، وكيف اضطرب حين رآهُ في سيارة الشحن . ابتعد عن مكان العمل ، وتبينهُ وهو ينزلُ من السيارة ببطءٍ . ثم وهو يحملُ رفشه ويبدأ برفع الأنقاض .
وجدَ نفسَهُ فجأة يغازل العصا . ضربة عنيفة واحدة وينتهي الأمر . لمس طرفَها فأحس بها ثقيلة قوية . لا أحدَ في هذا الامتداد الشاسع والسفينة مضت إلى حيث لا يعلم . ضربة واحدة وينتهي كلُ شيءٍ . المخاوفُ والأزعاج . ضربة واحدة وتنتقم لآلامك ، لذلك البؤس الذي انبتك فيه شجرة ملعونة . ولمسَ العصا ، وحدق في العجوز الذي بدا إنه اكتشف مغاصتهُ القديمة ، دعه يكشفُ قبرَهُ ، أما شبع من عصرِ ماءِ الحياة ؟ وابتسم وأشار إليه وتلاقت نظراتهما . وإذا به يرى المجاهل القديمة وبيوت السعف المنتشرة كالرمال والسواعد السمراء والأجسامَ الهزيلة وأدوات الكي والدور والصواري الدامية . .
ارتعشتْ يدُهُ .
- أتريدُ أن تقتلني ؟ !
أحس بيدهِ تضغطُ على رقبته ، وشعرَ بألم عميق يحرقُ جوفَهُ . وبرقت العريضة التي لم يوقعها في بالهِ وفكر بأن قتل العجوز لن يحل مشكلته ، بل إن لا يتسطيع أن يرفع عينيه في وجهه .
- كيف تصورتَ ذلك يا أبي ؟
- ولكن هذه النظرات . . وهذا السكون الغريب . . إذا كنتَ تريد أن تتخلصَ مني فالأمر بسيط ، ولكن لماذا ؟
- لا تتخيلْ أشياءَ وهمية . . إنني فقط كنتُ أتحسسُ العصا .
- منذ زمن طويل وأنت تريدُ أن تتخلصَ مني .
- كيف اتخلصُ منك وأنت . . ؟
- هذا ما كنتُ ألاحظهُ . أولادك تبعدهم عني ، وأنت لا تقل لي كلمة واحدة ، بل تتذمرُ وتتشكى من وجودي ، هل حسبتني ميتاً أو مجنوناً !
أوقفَ المحركَ فسار القاربُ قليلاً ثم سكن فوق الماء . ذاتب الشريطُ الأبيض الخلفي في الأزرق . . وتدلتْ الشمسُ فوق الأفق وكأنها غطستْ في اليم فاشتعل . . وسمعَ صوتَ طائرٍ كئيبٍ إلا أنه لم يجدهُ . وأبصلا المغاصة القديمة وهي تتوهجُ بضوءٍ أحمر بهيجٍ . .
3
أنتفضَ العجوزُ فجأة وقال :
- دع ذلك الآن وانظرْ عالمنا . هنا وقفنا آخر مرة لم نجد سوى لآلئ صغيرة . . وكان (النوخذا) يعرفُ أثمانها جيداً . . وتساقط الرجالُ تعبين مشرحين . إنهم لا يستطيعون أن ينقذوه من الدين ، من بيع السفينة ، وتطلع النوخذا إلينا غاضباً ، ونظر إلى الموج بحنق . نحن أيضاً مكبلون بالديون والبحر والسفينة . وتناول سوطـَهُ وظل يلسع الأجسادَ العارية . اندفع صراخُهُ ، وكنا منهارين من التعب والألم، وانتفض سوطهُ فوق وجوهنا وكنا صامتين ساكنين . .
سكت وتناولَ سيجارة من علبتهِ ، رآهُ يعودُ إلى هدوئهِ ، ولاحت منه إطلالاتُ فرحٍ غامضٍ ن فميا كانت الشمسُ تغوصُ وراءَ الأفق ، والظلامُ ينتشرُ في الماءِ والسماء .
طالعَ وجهَهُ وأضواءُ الغروب تكفنهُ فدهشَ لأنه نسي إن هذا الرجلَ قد أخرج لآلئ كثيرة مجهولة ، وأشاد بيوتاً عديدة ، وشق طرقاً . . ولكنهُ سيمضي بعد حينٍ دون أن يأبه به أحدٌ ، بل أن الفرحَ سوف يغمرُ قلبَهُ ، وسينظفُ حجرته الوسخة الكئيبة ويعدها كي تكون متجراً لائقاً .
وسمعهُ يسعلُ بشدةٍ ويبصقُ في الماء وبدا كما لو أنهُ نسي المغاصة وأخذ يحلمُ بزجاجةٍ رائعةٍ تنسيه الشقاءَ وتجعلهُ يضحكُ بسرورٍ يطفحُ من القلب . اقترب منه وأحسَّ فجأة أن هذا الرجلَ . . أبوه . هذا الإنسان المعروق ليس شبحاً ، وأضاءت السيجارة عينهي فرأى الهدوء فيهما . هذا الإنسان المطحون ليس خائفاً . ولمستْ يدُهُ شيئاً بارداً فتذكر الأصحابَ والرحلة والرمل والأإاني والنار . . لكنه أدرك إنه لن يذهب . سيبقى حتى يضحك العجوزُ ضحكته الأخيرة .
- وصرخ النوخذا (هيا انهضوا! ) واستمر سوطهُ في لسع الظهور والأكتاف ، ولكن فجأة انتزع أحدنا السوط . كاد النوخذا أن يسقط . قذف السوط في البحر . غضب بشدة واتجه إلى صندوقه . انتبه الرجالُ إلى الخطر . كنتُ قريباً ورأيتُ وجهه الساخط الأعمى يبحثُ عن مسدسه . اندفعتُ إليه وضربتهُ فوق يدَه . أحاط به الرجالل . قذفتُ مسسده في البحر . إن مسدسه غريب جداً ، وأظنُ إنه لا بد أن يلمع حتى بعد مرور هذه السنين !
ابتسم وراح يحدقُ في الماء المظلم ولكن لا شيء في هذه البقعة التي استلت الشمسُ روحَها . ترددتْ أوصاتٌ مبهمة فيها ، ولم يبق سوى البحر يسيرُ دائباً وقد أخذ يطلقُ حرارته الدفينة في الجو .
تعجب من البحث المضحك عن ضوءٍ في الأعماق ، وتذكر الورقة التي القاها أحدُ المعلمين تحت ناظريهِ. رأى اسماء عديدة ، وقرأ سطوراً ملتهبة ، لكنه أبعدها . أنكمش حول دفاتره ومضى مبلبل الفكر . . وفجأة لمع ضوءٌ في القاع كأنه يسخرُ منه . تطلع غليه الزملاءُ ، فأحس بعرقٍ يلهبُ جلدَه ، ثم أخذ كتاباً وخرج من الحجرة .
تلمس عَرقاً ينمو فوق جبهته ، وأبصر أباهُ متمدداً بارتياح في مكانه ، وكأنه امتلك البحر ، ووجد مسافة كبيرة تفصله عنه ، ونما العرقُ في جسدهِ وطالع القسوة الواعية تنتصبُ أمامه بعيونها الماكرة ، شعر بالرغبة في البكاء ، وأبصر صدر أبيه مفتوحاً للنسائم البخيلة ، ووشوشت الأمواجُ صدرَ القارب وقالت شيئاً مؤلماً .
وتلمستْ يدَهُ شيئاً بارداً يميلُ للفتور ، فدسها في السطل وتذكر الرحلة المشنوقة والأصحاب والمدرسة والصغار والظلامَ والرعدَ والمطر وأعقاب السجائر والمسدس المتكلس في الأعماق ، فأخرج علبتين وشعر ببرودتهما وسمع استياءهما ، فنظر إلى أبيه الصامت وهز العلبتين قليلاً قليلاً ثم فتحهما بحنو.. تطلع إليه بدهشةٍ . هل سيعنفهُ كما كان يفعلُ سابقاً ؟ ابتسم ، فقال له :
- ما رأيك أن نشربَ معاً يا أبي ؟
7/11/1978
معتقل سافرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ツ 2 – الرمل والياسمين «قصص»، 1982.
❖ «القصص: الفتاة والأمير – علي بابا واللصوص – شجرة الياسمين – العوسج – الوجه – الأرض والسماء – المصباح – نزهة – الصورة – اللقاء –لعبة الرمل– الأحجار– العرائس – الماء والدخان».
المقالات العامة
- #جذور_الرأسمالية_عند_العرب
- #عبدالله_خليفة #القرامطة .. الجذور التاريخية
- #عبدالله_خليفة : كائنات مستأنسة
- #عبدالله_خليفة : ما هو حبل الله؟
- #عبدالله_خليفة : إنساننا البسيط المتواضع
- #عبدالله_خليفة : إيران بين الحصارِ والتراث
- #عبدالله_خليفة : الدولةُ والدكتاتوريةُ الروسية
- #عبدالله_خليفة : الرقص ودلالاته الاجتماعية
- #عبدالله_خليفة : حلقي مليءٌ بالنارِ على وطني
- #عبدالله_خليفة وداعاً صديق الياسمين
- #عبدالله_خليفة وطنيون لا طائفيين
- #عبدالله_خليفة إعادة إنتاج العفاريت
- #عبدالله_خليفة الماركسية الأديان
- #عبدالله_خليفة الإنتاجُ الفكري وضياعُهُ
- #عبدالله_خليفة الانتهازيون والفوضويون
- #عبدالله_خليفة تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- #عبدالله_خليفة عدم التطور الفكري وأسبابه
- #عبدالله_خليفة: تطورات الرأسمالية الحكومية الروسية
- (علمية) فيورباخ وتوابعهُ
- مكونان لا يلتقيان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفــق ـ مقالات 2008
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قراءة جديدة لظاهرات الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بلزاك: الروايةُ والثورةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تنوير وتحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- 𝓐𝖇𝖉𝖚𝖑𝖑𝖆 𝓚𝖍𝖆𝖑𝖎𝖋𝖆 𝓦𝖗𝖎𝖙𝖊𝖗 𝒶𝓃𝒹 𝓝𝖔𝖛𝖊𝖑𝖎𝖘𝖙
- في الأزمة الفكرية التقدمية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- قد بيان الحداثة لــ أدونيس
- قصة الأطفال عند إبراهيم بشمي
- قصص من دلمون
- كتاب ايديولوجي لعبدالله خليفة
- كريستين هانا
- لينين في محكمةِ التاريخ
- لينين ومغامرة الاشتراكية
- من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- من ذكرتنا الوطنية عبدالله خليفة
- موقع عبـــــــدالله خلــــــــيفة على You Tube
- ماجستير الأدب البحريني ـ آثار عبدالله خليفة
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا
- مبارك الخاطر: الباحث الأمين المسؤول عن بقاء الضوء في الماضي
- محمود أمين العالم والتغيير
- محمد أمين محمدي : كتب – عبدالله خليفة
- مراجعة للعنف الديني
- مراجعةٌ للعنفِ الديني
- مستويات السرد .. الدلالة والسياق عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- مسرحية وطن الطائر
- مسرحية الأطفال عند علي الشرقاوي
- نموذجانِ مأزومان
- نحن حبات البذار
- نحن حبات البذار عبدالله خليفة
- هل حقاَ رحل صاحب القلب الأبيض؟
- وهي قد تكسرُ البشرَ وخاصة المبدعين والمثقفين!
- وعي محمود إسماعيل
- وعي الظاهر والباطن
- وعبادةُ النصوص
- يوسف يتيم : دراسة تطبيقية لرواية الجذوة على ضوء المنهج الواقعي
- يحيى حقي: كتب – عبدالله خليفة
- أيوب الإنسان : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- أخوان الصفا
- أدب السجون: إجابة على أسئلة جريدة الوطن
- أدب الطفل في البحرين
- أزمة اليسار
- أسلوب القصة عند الجاحظ في (البخلاء)
- أسلوب الإنتاج الكولونيالي أو رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي
- أسباب الانتهازية في اليسار
- إنتاجُ وعيٍ نفعي مُسيَّس
- إحترام تاريخ اليسار – كتب: عبدالله خليفة
- الفكرة ونارها : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- القائد والمناضل عبـــــــدالله خلــــــــيفة مفكراً وأديباً وروائياً بحرانياً
- الكلمة من أجل الإنسان
- الليبرالية في البحرين
- المفكر اللبناني كريم مروة
- المنبتون من الثقافة الوطنية
- المذاهب الإسلامية والتغيير كتب : عبـدالله خلــيفة
- المرأة والإسلام
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي
- الوعي والمادة
- الوعي الجدلي في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
- اليسار في البحرين
- اليسار في البحرين والانتهازية
- اليسار والميراث الديني
- اليسار البحريني يخسر «عفيفه الأخضر»
- الأعمال الصحفية الكاملة. أفـــــق، 2024
- الإسلام السياسي كمصطلح غربي
- الانتهازية الفكرية عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الاسلامية.
- البطل الشعبي بين الماضي والحاضر
- التحرير تبقى عاليا ومضية كتب عبدالله خليفة
- التضحوي والاستغلالي
- التطور الفلسفي العربي الحديث المبكر .. عبــدالله خلــيفة
- الحدثُ الأوكراني ودلالاتُهُ الديمقراطية
- الحربائيون
- الرواية الخليجية لم تتجذر في الأرض بعد
- السودان بحاجة إلى الديمقراطية والسلام
- الساقطون واللاقطون ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- الصحراويون والزرع
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين
- العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- انتصار للطبقة العاملة في العالم بتنصيب الرئيس لولا دي سيلفا رئيسا للبرازيل
- اتحاد الكتاب العرب في سورية| ينعي الأديب البحريني عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- بيع كتب ومؤلفات عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تناقضات الماركسية – اللينينية
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- تجاوز الشللية والقرابية ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- تحدياتُ الحداثة في الوعي الديني
- تحدياتُ العلمانية البحرينية
- تداخلات جبهة التحرير والمنبر الديمقراطي – كتب : عبدالله خليفة
- تعريف العلمانية
- تعريف العلمانية عبدالله خليفة
- ثقافة الانتهازية: كتب – عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- جمعية التجديد الإسلامية
- جورج لوكاش … تحطيم العقل !
- جبهة التحرير الوطني البحرينية باقية والمنبر التقدمي شكلٌ مؤقت وعابر
- جذور الرأسمالية عند العرب
- حكمٌ دستوري وإلهٌ عادلٌ
- حوار مع الكاتب عبـــــــدالله خلــــــــيفة: المؤلف الجيّد عاجز عن الوصول الى الناس
- حوار مع عبدالله خليفة
- حوار المفكر العلماني صادق جلال العظم
- رفاق الطريق
- رفعت السعيد والسرد السياسي
- روسيا ودعم الدكتاتوريات
- روسيا الدكتاتورية
- رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي ــ أو أسلوب الإنتاج الكولونيالي
- سردية الانكسار والانتصار في رواية «التماثيل» : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- صراع الطوائف والطبقات في فلسطين : كتب-عبدالله خليفة
- ضيعة الكتب ضيعة كبيرة. أصدقاء الكاتب لا يعرفون عناوين كتبه.
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة : عبدالله خليفة
- ظهور المادية الجدلية: كتب- عبدالله خليفة
- علي الشرقاوي
- عودةُ الحداثيين لطوائفهم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة .. الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : «الكلمة من أجل الإنسان»
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : في الأزمة الفكرية التقدمية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فيلم الشاب كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فالح عبدالجبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فصيلٌ جديدٌ لا يعترفُ بالحداثة وقوانينها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : قانون الإنتاج المطلق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كلمة من أجل الكاتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كاتب أدبيات النضال
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لولا تخاذل الحداثيين ما جاء الطائفيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لويس أرمسترونغ ــ موسيقى الحياة الوردية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ملاحظات حول مجموعة ــ الفراشات لأمين صالح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من ذاكرتنا الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : منعطفٌ تاريخي للعرب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ميراث شمولي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نقادٌ مذعورون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نضال النساء في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : و(الفولاذ) بعناه!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : وردة الشهيد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفـــق ـ مقالات 2010
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أن تكتب الأدب في السجن
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أسباب تمكن الحركات الطائفية من الاختراق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أشكال الوعي في البنية العربية التقليدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إنّهُ المثقفُ العضوي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إعادة تشكيل الأسطورة الشعبية في ساعة ظهور الأرواح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفقه والدكتاتورية المنزلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفنون في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : القصة القصيرة الطلقة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكلمة من أجل الإنسان ــ كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكتابة وظروفها إجابة على أسئلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المناضل والأديب والإنسان ــ تقديم المحامي عبدالوهاب أمين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المنبتون من الثقافة الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المثقفون العاميون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المجموعة القصصية ــ ضــــوء المعتــــــــــــــــــزلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المرأة بين السلبية والمبادرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : النساء وضعف الخبرة السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليهودُ من التراث إلى الواقع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ الديمقراطي واليسارُ المغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأفكار والتقدم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأديان والماركسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الإصلاحيون الإيرانيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البنية والوعي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البناء الفلسفي في أولاد حارتنا
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البرجوازية والثقافة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التفككُ الثقافي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التبعية للدينيين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثقافة والمثقفون البحرينيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثلاثة الكبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الحداثة مشروعان فقط
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدكتور عبدالهادي خلف مناضل أم ساحر؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدين والفلسفة عند ابن رشد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرموزُ الدينيةُ والأساطير
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرهان على القلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الراوي في عالم محمد عبدالملك القصصي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الساقطون واللاقطون ــ المنبر اللاتقدمي مثالاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الشاعر الكبير يوسف حسن و زهرة الغسق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العقل والحريــــــــــــة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العلوم والإنتاج والفلسفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العمل والعمال والمصنع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العائلة والديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تنوير نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكل الماركسية أم الماركسيين؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تطورٌ حديثٌ حقيقي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تعدد الزوجات والحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جورج لوكاش وتحطيم العقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جذور العنف في الحياة العربية المعاصرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : حكاية أديب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : خفوتُ الملاحم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رموز الأرض
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : روحُ الأمة!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رأس المال الحكومي الشرقي – الطبقة العاملة في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : شقة راس رمان التي عاش فيها 21 عاماً وتوفى فيها.
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : صراع الطوائف والطبقات في فلسطين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ظهور المادية الجدلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : علم الحشرات السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عن الديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عالم قاسم حداد الشـعري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عبادةُ الشخوص
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كاتب وروائي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة الأعمال الكاملة القصصية والرواية والتاريخ والنقدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة السيرة الذاتية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: كلنا إسلام سياسي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: لينين في محكمةِ التاريخ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أفكار سياسية دينية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ألفُ ليلةٍ وليلة . . السيرة السحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أغلفة الكتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: النظر بموضوعية في تاريح الإنسان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الوعي الديني والبنية الاجتماعية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأيديولوجيات العربية والعلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأزمة العقلية للثورة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الانتماءُ والغربةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الباحث عن أفق تنويري عربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الخيال والواقع في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الرمزيةُ وأهميتُها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: العصبيةُ والعمرانُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بؤرةُ الوهمِ قديماً وحديثاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تفتيتُ المكونات
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تبعية العلمانيين للدينيين ــ جذورها ونتائجها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحليلٌ لكلامٍ مغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تدهور مكانة المرأة واتساع الرقيق✶
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تركيب حضاري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تطور الوعي الديني في المشرق القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ثرثرةُ الوعيِّ اليومي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: حريات النساء مقياس للديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دعْ الإنسانَ حراً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: رؤيتان للدين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سبينوزا والعقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سذاجةٌ سياسيةٌ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة【تفتيتُ المكونات】
- عبـــــــدالله خلـــــــيفة : مسيرة نوال السعداوي
- عبـــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ والتكويناتُ الاجتماعية الدينية
- عبــداللـه خلـــــيفة . . الأقلف والبحث عن الذات
- عبــدالله خلـــــيفة .. مقاربة الشعر الجاهلي
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لــ طه حسين
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لـــ إسماعيل مظهر
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة لدى الطهطاوي
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة عند سلامة موسى
- عبــدالله خلـــــيفة: إبراهيم العُريّض ــ الشعر وقضيته
- عبــدالله خلـــــيفة: المثقف العربي بين الحرية والاستبداد
- عبـدالله خلــيفة: عرضٌ ونقدٌ عن أعماله
- عبد الله خليفة: كانت الكلمات عاجزة عن البوح
- عبدالله خليفة
- عبدالله خليفة “الساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها”
- عبدالله خليفة .. كي لا يُدفن مرتين !
- عبدالله خليفة : وحدة الماضي والمستقبل
- عبدالله خليفة : الاشتراكية والمستقبل
- عبدالله خليفة : البحرين في بدء التحديث
- عبدالله خليفة : التنوير الاجتماعي عند فرح أنطون
- عبدالله خليفة : التنوير الرومانتيكي عند جبران خليل جبران
- عبدالله خليفة : العقل والديمقراطية في وعي جورج طرابيشي
- عبدالله خليفة : بوخارين ومصير روسيا
- عبدالله خليفة : تنوير لويس عوض
- عبدالله خليفة : تنوير يعقوب صروف
- عبدالله خليفة : صراع اليسار واليمين في الإسلام
- عبدالله خليفة : صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية – المجلد السابع
- عبدالله خليفة – الأعمال النقدية – المجلد الثامن
- عبدالله خليفة – الأعمال التاريخية
- عبدالله خليفة – الأعمال الروائية – المجلد السادس
- عبدالله خليفة قبل رحيله: المحن مؤذيةٌ وصعبة
- عبدالله خليفة كل الأشجار
- عبدالله خليفة من أجل الشعب اولا
- عبدالله خليفة نفعية في الكتابة
- عبدالله خليفة وقضية المرأة في الرواية الخليجية
- عبدالله خليفة يكتب عن نجيب محفوظ
- عبدالله خليفة أحد أهم الكتاب المخلصين لتجربتهم الفكرية
- عبدالله خليفة أزمة اليسار
- عبدالله خليفة إشكالية البحر والواقع
- عبدالله خليفة المخادعون
- عبدالله خليفة الوعيُّ القرآني قفزةٌ نوعي
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية
- عبدالله خليفة الأعمال النقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الإسلامُ ثورةُ التجار
- عبدالله خليفة الجمهورُ و(الغوغاء)
- عبدالله خليفة الحلال والحرام في السياسة الراهنة
- عبدالله خليفة الرعب من الحب
- عبدالله خليفة السحر والدين
- عبدالله خليفة العقل والحرية
- عبدالله خليفة اسكرايب
- عبدالله خليفة جريدة النور
- عبدالله خليفة رائد الثقافة التنويرية البحرينية
- عبدالله خليفة عن المرأة
- عبدالله خليفة.. تحطيم الصورة وتكوينها
- عبدالله خليفة… حياته
- عبدالله خليفة: في التطورِ العربي العام
- عبدالله خليفة: فائض القيمة البحريني
- عبدالله خليفة: القحط في زمن النفط
- عبدالله خليفة: المسكراتُ وأحوالُ السياسة
- عبدالله خليفة: المغامرات اللغوية أبعدت القارئ عن الرواية
- عبدالله خليفة: الوعيُّ العربيُّ وتطوراته
- عبدالله خليفة: العربُ ونقدُ الواقع
- عبدالله خليفة: تنوير تقي البحارنة
- عبدالله خليفة: تنوير حسن الجشي
- عبدالله خليفة: تناقضات الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: تباين طرقِ التطور العربية
- عبدالله خليفة: شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- عبدالله خليفة: صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: ضعفُ العقلِ النقدي
- عبدالله خليفة: عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فائض القيمة والاقتصاد السبعيني
- عبدالله خليفة: عبيب «مأكول خيره»..!
- عبدالله خليفة: عبدالناصر كإقطاعي
- عبدالله_خليفة الثلاثة الكبار
- عبدالرحمن بدوي

